هل ننتظر رفسة الحمار
او طيش الفيل وتهوره وغروره الفيل والحمار حيوانان أليفان جميلان لهما فوائد جمة
وإن كنا في زمن العصر الحديث وزمن المراكب الحديثة والطائرات السريعة
ولكن يصدر منهما مثالب و أخطاء
فمن مثالب الحمار على سبيل المثال
عناده الملازم لطبعه فلا يسمع إلا حديث نفسه
وقد تؤثر به العصا ولكن ليس غالباً ..
وما حمار اوباما عنا ببعيد !!
و أما الفيل فمن عيوبه أنه طائش مغرور متهور
يرى نفسه ملكاً
و أما من حوله وما حوله فلاشيء عنده
ولو كانوا أسُوداً ترعب الوحوش الضارية
بل ويرتجف من زئيرها كل من يدب على أرضها
ويبدو أن هذا الشعور قد أتاه من كبر حجمه
وعلو قامته فظن المسكين كبر قدره ورفعة مكانته
ومن هذه المثالب
أخذ الأمريكيون الساسة غايتهم و مبتغاهم
فأخذ كل حزب يلصقها بالحزب الآخر
فحكم الجمهوريون على الديمقراطيين
بأنهم كالحمير
و ذلك لعنادهم وعدم سماع الصوت الآخر
وكذلك شبه الديمقراطيون الجمهوريين بالفيلة
لطيشهم وغرورهم وتهورهم
فأصبحت هذه الاتهامات الانتخابية فيما بعد
شعارات سامية يضعونها على مقراتهم
بل وعلى صدورهم !!
فقد اعتمد الجمهوريون الفيل مؤخراً شعاراً لحزبهم
والديمقراطيون يرفعون صور الحمار شعاراً لهم
ولو كان على استحياء
فأصبح الناخب المستقل متردداً محتاراً
بين الفيل والحمار !!
ولو كنت من العالم الثاني و نحن كذلك
لاخترت الحمار على الفيل
فقرارات الحمار وتوجيهاته أهون و أرأف بنا
من قرارات حزب الفيلة
و إن كان بعض جيراننا يستحق هذا الحزب
وقراراته وبجدارة !!
ونحن العرب لنا خبرة في التعامل مع الحمار وترويضه
كما أننا نجهل الفيل ومسيره وهكذا أصبح حالنا
فقد شغلتنا الانتخابات الأمريكية فترة بعد فترة
أيما شغل ..
والأيام القادمة حبلى ، فقد نرى من شبابنا الديمقراطي من يرتدي نظارة شمسية
في واجهتها صورة حمار أو فيل !!
وها نحن نرقب الانتخابات الأمريكية بشغف باهر
لكي نحدد مصيرنا ومصير قضايانا
دون أن نعالج ما فينا من خلل
واضح بيِّنْ .. يحتاج إلى مشرط جراح ماهر!!
إن أوضاع عالمنا الإسلامي بأكمله وعلى جميع مستوياته في تقهقر مستمر
فها نحن نعيش حروب طاحنة وثورات حارقة
وتمزقاً سياسياً بين بلداننا وعداءً مستمراً لا تهدأ ناره
ونصارع أفكاراً تكفيرية إرهابية تغزو مجتمعاتنا وتسفك دمائنا
و أخرى علمانية .. ليبرالية .. ية ..الحادية
تريد تجريدنا من عاداتنا و أخلاقنا وديننا
الذي هو مصدر عزتنا
ولولا أننا تركنا ديننا وهجرنا العمل به
لما أصبحنا كالقصعة المطروحة على قارعة الطريق
كل دابة تمر بها تأكل من خيرها ثم تركلها