بيروت - فجر وزير العدل اللبناني المستقيل أشرف ريفي مفاجأة مدوية بعد نجاحه في الفوز في انتخابات طرا البلدية على تحالف عريض ضم رئيسي الوزراء السابقين سعد الحريري ونجيب ميقاتي، بالإضافة إلى الحزب العربي الديمقراطي والجماعة الإسلامية.
وعكست هذه المفاجأة مزاجا عاما في الشارع السني لا يقبل المساومات ولا البحث عن توافق مع ميقاتي المتهم بأنه عمل على تحقيق مصالح حزب الله.
وسجلت مدينة طرا، ذات الأغلبية السنية، نسبة تصويت في انتخابات مجلس بلدية المدينة، وصلت إلى 27 بالمئة، وانحصر الصراع الفعلي فيها بين اللائحة المدعومة من الحريري وميقاتي وبين اللائحة المدعومة من ريفي. وأسفرت المعركة عن فوز اللائحة المدعومة من ريفي بـ18 مقعدا من أصل 24.
واتخذت هذه الانتخابات في عاصمة الشمال بعدا سياسيا ورمزيا، حيث تم النظر إليها بوصفها معركة الزعامة السنية. وقد يكرس اكتساح ريفي للانتخابات البلدية كأكبر زعيم سني في البلاد.
وقدمت حسابات الربح والخسارة في معركة طرا الانتخابية ميقاتي بوصفه الخاسر الأكبر في المعادلة، إذ كشفت عن تمثيل ضئيل له في مسقط رأسه، وعدم قدرة على التفاعل مع المزاج السني العام الذي يحكم المدينة.
وتبقى خسارة الحريري في الشمال أقل حجما من خسارة ميقاتي، إذ فاز الحريري في جولة الانتخابات التي أجريت في بيروت وصيدا رغم كل الملابسات التي أحاطت بالعملية الانتخابية في العاصمة.
وأتاح انتصار ريفي ظهور الكثير من التحليلات التي تربط هذا الفوز بغالبية الملفات الشائكة، وبتحولات المزاج الإقليمي في ما يخص المشهد السني في لبنان.
واعتبر محللون أن فوز ريفي هو فوز لخطاب التشدد السني على خطاب الحريري المبالغ في المرونة، وغلبة منطق مواجهة حزب الله على منطق التوافق مع الحزب الشيعي المدعوم من قبل إيران.
وأشاروا إلى أن خسارة الحريري مؤشر على رفض السنة لأي تقارب مع ميقاتي وأي حلول وسط في العلاقة مع حزب الله، الذي نجح في فرض حصار على مناطق سنية بزعم وجود متشددين داخلها وتعاطف أهلها معهم.