كان ياماكان في سالف العصر والزمان غلام تقطعت به سبل الحياة وإشتدت من حوله المخاطر الجسام ، فشد رحاله ينشد الأمن والأمان لعله يجد حماية تنقذه من هلاك يكاد يفتك به هو وأهله الكرام ، فقطع بهم البحار والجبال والوديان ليصل بهم لصحاري تملؤها الجمال والغزلان ، وقوم يكرمون الضيف ويحسنون إلى كل مستجير غلبان ، فإستقر عندهم ليحضى بحسن الضيافة وطيب المعشر والمقام ، ومرت السنين وكبر بينهم هذا الغلام فبدأ يفكر كيف له أن يستولي على خيراتهم وينسب لنفسه هذا المكان ، فبدأ بزوايا السوق وجمع الأموال حتى أصبح تاجراً يشتري ويبيع ببعض قومهم ممن أصبحوا عبيداً للدرهم والدينار ممن إرتضوا لأنفسهم الذل والهوان ، فتمكن منهم بصفقات جعلتهم نياقاً يركبها قومه ليصلوا لذاك الحلم الذي ساورهم منذ قدومهم لهذا المكان ، فبدأ بالتزيف لعله يستأثر بكل ماعلى أرضهم من حضارة قديمة الزمان ، وشيئاً فشيئاً تمكن من التغلغل ليصبح في غفلة من أهل الأرض وجيه هذا المكان ، وتنكر لهم وهم من نجاه من الموت الزؤام ، وأصبح يعايرهم بأنهم رعاع ولايستحقون أن ينسب لهم هذا البستان ، وعليهم أن يرحلوا بإبلهم للصحراء وأن ليس لهم في هذه الديار موضع قدم أو عمران ، فأفاق القوم من شدة ألم طعن هذا الغلام ، وإستوعب القوم بأن صمتهم الطويل قد دفنهم تحت أطلال النسيان ، وتذكروا بأنهم هم من شكل طلائع الفرسان ولايقارعهم أحد في الفروسية والبلاغة وفصيح الكلام ، وبأنهم من ضحى بدمائه للحفاظ على هذا الكيان بينما الغلام كان يختبأ خلف الجدران ، فبدأ القوم بسرد تاريخهم الراسخ لكن ذلك جاء بعد فوات الأوان ، فالغلام تمكن من شراء أبواق الإعلام ونشر مايريد بأبخس الأثمان ، لكن الحقيقة لاتغيب ولو حجبت بالزور والبهتان ، وستظهر بأمر الله الذي وعد بظهور الحق ولو بعد حين من السنين والأيام ، وسيفيق هذا الغلام يوماً من أحلام المنام وسيرى الواقع الذي لايمكن لأحد أن يطمسه ولو كان تاجر هذا الزمان ..
ملاحظة:
شخصيات هذه القصة من خيال الكاتب ولاتمت للواقع بصلة .. http://alsuliman70.blogspot.com/2016...-post.html?m=1