الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اما بعد:
قال صلى الله عليه و سلم ( لا تسبقوني بالركوع ولا بالقيام ولا بالانصراف ) رواه مسلم .
وعَنْ أبي هُريرة رضيَ الله عنه أنَّ النَبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أما يَخْشَى الَّذِي يَرفعُ رأسه قَبْلَ الإمام ، أنْ يُحَوِّلَ الله رَأسَهُ رَأسَ حِمَارٍ . أوْ يَجْعَلَ اللّه صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ
وقد بوب الامام مسلم في صحيحه : ( باب تحريم سبق الإمام بركوع أو سجود ونحوهما.
ولماذا اختص الحمار بالذكر دون سائر الحيوانات؟
قال ابن رجب (4/163): لإن الحمار من أبلد الحيوانات وأجهلها ، وبه يضرب المثل فِي الجهل ؛ ولهذا مثل الله بِهِ عالم السوء الذي يحمل العلم ولا ينتفع بِهِ فِي قوله : ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً ( [ الجمعة : 5 ] .
فكذلك المتعبد بالجهل يشبه الحمار ، فإن الحمار يحرك رأسه ويرفعه ويخفضه لغير معنى ، فشبه من يرفع رأسه قَبْلَ إمامه بالحمار ، وكذلك شبه من يتكلم وإمامه يخطب بالحمار يحمل أسفاراً ؛ لأنه لَمْ ينتفع بسماع الذكر ، فصار كالحمار فِي المعنى . والله أعلم .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله في مجموع الفتاوى (4/53) معلقا على حديث المسيء صلاته ، وكثير من الناس ينقرها نقرا , ولا شك أن ذلك منكر عظيم; لأن من نقرها بطلت صلاته للحديث المذكور , فلا بد من الطمأنينة في الركوع والسجود والاعتدال بعد الركوع وبين السجدتين , مع الحذر من مسابقة الإمام , فإذا كنت مع الإمام فلا تسابقه , إذا كبر فلا تكبر حتى يكبر وينقطع صوته , وإذا قال : الله أكبر ، راكعا , فلا تركع حتى يستوي راكعا وحتى ينقطع صوته , ثم تركع , وهكذا في السجود لا تسابق الإمام ولا تكن مع الإمام , لا معه ولا تسابقه , لا هذا ولا هذا , يقول صلى الله عليه وسلم : « إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالانصراف » (3) ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : « إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا كبر فكبروا ولا تكبروا حتى يكبر وإذا ركع فاركعوا ولا تركعوا حتى يركع وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا سجد فاسجدوا ولا تسجدوا حتى يسجد » ، وهذا الأمر واضح بين - لكل من وفقه الله - ولكن بعض الناس لا يصبر , بل يسارع ويسابق الإمام - والعياذ بالله - فالواجب الحذر من ذلك .
واختلف العلماء فيمن رفع قبل الامام : هل تبطل صلاته ام لا؟
فقال ببطلانها :احمد بن حنبل في رواية عنه، واهل الظاهر .
وقال الجمهور: تصح صلاته مع الأثم.
اما الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم قال : والصحيح ان الصلاة تبطل للسبق بمجرده، بمجرد ان يسبق الامام فانه تبطل صلاته؛ وذالك فعل محرم خاص بالصلاة ،والقاعدة المعروفة( ان الفعل المحرم الخاص بالعبادة
يكون مبطلا للعبادة) كالاكل للصائم ، فيكون مبطلا لصومه، والغيبه لاتبطله لان تحريم الغيبة عام ليس مقيدة بالصلاة . شرح كتاب الصلاة رقم الشريط:4 الوجه الثاني
أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه إلى رأس حمار، أو
يجعل صورته صورة حمار
اسئل الله العظيم ان يثبتنا واياكم على طاعته ، وان يرزقنا الاخلاص في القول والعمل .
هذا تلخيص وتنقيح مني لكاتب الموضوع الأخ: أبو عبدالرحمن نورس الهاشميه