كان والي البحرين وقت ظهور الإسلام هو المنذر التميمي، واتخذ مقرا لولايته مدينة هجر (الأحساء الحالية)، وأكثر سكان الإقليم من قبائل عربية، من أهمها عبدالقيس وبني بكر بن وائل من ربيعة إلى جانب بني تميم.
وحسب المصادر التاريخية، كانت جزر البحرين، مركزا لكنيسة المشرق، ثم صارت البحرين من أوائل الأقاليم التي اعتنقت الإسلام، ومن آثار العصر الأموي في جزر البحرين بقايا مسجد الخميس، وكان بناؤه في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز.
واستمرت البحرين تحت هيمنة هرمز حتى أوائل القرن الخامس عشر، حين قامت قبيلة الجبور البدوية من بني عقيل بالاستيلاء على كافة بلاد البحرين، وفرض زعيمهم أجود بن زامل الأتاوة على الهرمزيين.
في سنة 1521م احتل البرتغاليون البحرين، وبقيت تحت الحكم البرتغالي لثمانين عاما، حتى قامت الدولة الصفوية باحتلال الجزيرة سنة 1602م، وظلت تحتلها الدولة الصفوية بشكل مباشر أو غير مباشر حتى سنة 1783م.
ثم قام العرب العتوب بقيادة أسرة آل خليفة، سنة 1783م بهجوم بحري لتحرير البحرين من الاحتلال الصفوي، استطاعوا فيه استعادة عروبة البحرين واستقلوا بها.
أعلن البريطانيون في العام 1971 استقلال البحرين، وقامت إيران وريثة «الصفوية» بادعاء حقها في حكم البحرين، بناء على ذلك الاحتلال القصير، وأجري على إثر ذلك استفتاء في البحرين تحت إشراف الأمم المتحدة سنة 1970م صوت فيه البحرينيون لبقاء البحرين دولة عربية مستقلة عن إيران.
وهكذا بقيت البحرين عربية أصيلة، رغم كل ما لحقها من احتلالات، تتقلب في الزمان بين سكانها العرب من فرسان وبحارة وصيادين، وغواصي اللؤلؤ .
إلا أن أهم حدث مصيري في تاريخ البحرين كان له ما بعده، هو افتتاح جسر الملك فهد العام 1986، فقد ربط بين البحرين وأمها الكبرى الجزيرة العربية، وقتها أصبح من حق البحرين أن تنام ملء جفنيها، فإخوتها أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من أي نداء تطلقه، نتيجة للعبث الإيراني الذي استمر منذ إعلان الاستقلال.
لم تعد البحرين جزيرة نائية يمكن لصيادين إيرانيين أن يحتلوها بدعم من بعض الخونة، بل بقيت قطعة من أرض العرب، واتصلت جغرافيا بمكة والمدينة والرياض والطائف ودبي والكويت والأردن وصنعاء.