اخواني اعضاء المنتدى بما انكم لا تعرفونني ولا اعرفكم فأنتم افضل من استشيره لأنه لن يجامل برأيه وفي نفس الوقت سأخرج بأذن الله من دائرة الرياء وأعرض لكم قصتي وتجربتي لعلكم تستفيدون منها
قبل ثلاث سنوات كنت اتابع برنامج عن جمعية العون المباشر التي اسسها الداعيه عبدالرحمن السميط غفر الله له وتولاه برحمته وهو غني عن التعريف وجعل ما قدمه في ميزان حسناته ومن خلال متابعتي للبرنامج ومشاهدة الاعمال الخيره للجمعيه ومساهمتها في دعم المسلمين وخصوصا الفقراء والأيتام في القاره الأفريقيه قررت ان اخصص زكاة مالي لدعم هذه الجمعيه والتي يديرها أبن عبدالرحمن السميط امتدادا لعمل والده رحمه الله وكان عندهم طريقتين للدعم الأولى بالتحويل المباشر لرقم الحساب والثانيه عن طريق بطاقة الفيزا في البدايه فكرت ببطاقة الفيزاء لأنها اسهل وأسرع ولكنني صعقت بالمبلغ الذي تقتصه مني هذه البطاقه حيث يصل الى 350 ريال فقلت حاشى ان تغتني هذه الشركه الملعونه من ظهري ومن اموال الزكاة ( فأنا استخدمها للحالات الألزاميه مثل حجز الفنادق وأستئجار السياره في الخارج ودائما ما تصدر لي مجانيه من البنك)
أخذت رقم حساب الجمعيه وأتجهت الى احد فروع حوالات الراجحي والذي دائما ما اقوم بالتحويل للشغاله من خلاله وعندما وصلت الى شباك الحوالات استداعني المدير وسألني
هذا حساب جمعيه خارج المملكه ؟
فأجبته بنعم
فقال هذا ممنوع
استغربت وقلت لكنها جمعيه مشهوره ومعروفه ومصرح لها عالميا وبما انه ممنوع فلماذا يعرض لها برنامج في قناة رسميه محسوبه على السعوديه وتحث على التبرع لها ؟!!!
وقتها عرفت لماذا وضعت الجمعيه طريقه اخرى للتبرع والتي لازلت ارفضها تماما اولا احتراما لتعليمات ولاة الأمر بعدم التبرع لجمعيات خارجيه ثانيا لأنني لا ارغب بدعم هذه الشركه اليهوديه
المهم وأثناء خروجي قابلت السكيورتي الذي على الباب وكنت ومن خلال ترددي على البنك لحوالات الشغاله دائما اسولف معه وأشفق عليه فهو يقوم بأعمال كثيره تنظيم السرى ومساعدة العماله والمراجعين في تعبئه النماذج ومراسل وحارس امن ووسيط بين شباك النساء والرجال ...الخ
وكنت معجبا بتفانيه في العمل ولقد سألته ذات مره عن تعامل الشركه معه فأشتكى لي من هضم حقوقه فهو يعمل لديهم منذ عشر سنوات والراتب لم يتغير ثابت 3000 ريال فلا يوجد علاوات سنويه ولا غيرها فقط يعطونه بعض الاحيان خارج دوام اذا تأخر في العمل بعد الساعه الثامنه
والراتب قليل جدا وهو لديه عائله كبيره مما اضطره للأنخراط في عمل اضافي في احدى شركات الأمن الأخرى فأكتشفت ان المسكين يعمل من الصباح حتى الساعه العاشره ليلا وطلب مني محاولة البحث عن وظيفه حكوميه وسألته هل يرغب بالعسكريه فقال انا عمري الآن قريب من 37 سنه صعب تقبلني العسكريه
المهم كنت كل ما دخلت الفرع اسولف معه واساعده في بعض الأحيان بتنظيم الصفوف المزحومه بالعماله
نعود الآن لسالفة حوالة الجمعيه
واثناء خروجي اذا بهذا الرجل واقف امامي عند الباب كالعاده وسبحان الله بداء بداخلي حوار تنبيه وتأنيب في نفس الوقت وأقول هذا الرجل واقف امامك من عدة سنوات وهو يكافح ويكابد وذو حاجه وفاقه وتبحث عن البعيد وتتضايق عندما تم رفض حوالتك فلعل في الأمر خيره لعل الله ارسلك لهذا الرجل الطيب المسكين ولعل الله يريد زكاتك ان تذهب اليه فالأقربون أولى بالمعروف
اخذته على جمب وسألته عن احواله فقال خلها على الله الحال ضنكه والعيال سبعه والاجار حل هذا الشهر والعيد على الابواب فقلت له معي زكاة مال وقد اوصاني صاحبها ان لأ اسلمها الا لمن تحل عليه الزكاة فهل انت منهم. فقال انا لا استطيع دفع الاجار هذا الشهر من العوز وقلة ذات اليد ولم اوؤل جهدا في العمل والاجتهاد ولكن الله سبحانه بيده مفاتيح الرزق
فأخرجت المبلغ الذي انوي تحويله وسلمته له وقلت هل تقبل زكاة فطري قال نعم فأخذت رقم جواله وكلمته ليلة العيد وسلمته زكاة فطري
ولي الآن ثلاث سنوات وانا اعطيه زكاة المال وزكاة الفطر
وكان يتواصل معي كل فتره برسائل sms يخصني فيها بالدعاء
واتتبع احواله حيث لازال على نفس الوظيفه الا انه نقل لفرع اخر ولازال يسكن تلك الشقه المهترئه ولا يملك سياره ويتنقل لعمله باللموزين وهو يسكن في السويدي وعمله الآن بالاداره العامه بالعليا وترك العمل الأضافي بعد اصابته بمرض السكر ولم يبقى له الا راتب حارس الأمن 3600 ريال واكبر ابنائه بنات والولد انتقل للمرحله الثانويه
وأشهد الله ان هذه القصه حقيقيه واوردتها لكم لكي تتلمسوا حاجه الناس القريبين والذين يتعففون وحالاتهم اصعب ما يكون
ولو أن المجال مسموح لنسخت لكم رسائله التي تخصني بالدعاء وثنائه وفرحه واحيانن شرح حاجته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته