عند الساعة الواحدة من ظهر هذا اليوم كنت اسير على الطريق الدائري الشرقي بين مخرجي (14) و (15) على المسار الايسر سيراً منضبطاً بالسرعة القانونية وكأنني والشارع مسألة رياضية بين يدي فيثاغورس فلا انقص ولا أزيد ، ولساني يلهج بذكر الله وشكره والثناء عليه حتى اعترضتني فجأة سيارة مرسيدس بيضاء اللون في طريقي وكان صاحبها يسير بشكل بطيء جداً فلّوحت له برأسي ويدي وأصابع قدمي ونبهته بصوت السيارة وناديته بأسماء البشر الاحياء والأموات والحيوانات الزاحفة والطائرة والمنقرضة ، فلم يتزحزح من مكانه بل زاد في غيّه وبطئه ، فاضطررت أن اتجاوزه من اليمين فلمّا تجاورنا وتوازينا فحصته سريعاً بنظري فوجدته متصلب إلى الأمام فاغر الفم لا يحرك رأسه ، فقلت لعله لا يحسن غير هذا ودعوت له وهممت أن اكمل المسير فإذ بي أرى ما لم يجر في خاطر ولم يعلق به ظن ولم تختلج به حاسة ، وقاحة تركب بعضها بعضا ، وبذاءة تلعن أختها !! رأيته يحمل سيجارة ويعالجها بفمه بصفاقة ولا مبالاة في نهار رمضان فتداعت حصون صبري وثار الدم في وجهي ونزلت علي سورة الغضب حتى كاد يدخل بعضي في بعض من الغيظ وشدة الغضب على هذا المتهتك صلب الوجه الذي ألقى شعار الحشمة وجلباب الحياء وبرقع الأدب فغدا أوقح من عاهرة ، فناديت عليه ونبهته بالسيارة ولوحت له حتى توقف .
فلما توقفنا وترجلنا وتواجهنا قلت : أليس في وجهك مزعة حياء ؟ تجاهر بالإفطار !
وكان دميماً بشعاً مخيفاً كثيف الشعر والشوارب رث الثياب سيء الطلعة كأقبح خلق الله صورة وابشعهم منظرا وكأن العيوب والمقابح والمساوئ تصارعت في وجهه حتى غدا هو هو .
فأدخل يده في جيبه فعلمت انه ينوي على شيء ، فوثبت عليه وقد حباني الله بسطه في الجسم وصلابة وقوة ما خانتني في معركة قط ، فضربته ضرباً مبرحاً حتى استوى وجهه بين يدي قطعة واحدة ليس فيها فم وأنف وعين ، ثم استحييت من الناس فأدخلته سيارته وشرعت في لكمه ولطمه وركله حتى انفك رسغه ووقرت عظمه وقصمت ثنيته وانهزعت ساقه ولم يبق منه إلا حشاشة وليس بينه وبين الموت سوى مقدار ظمء حمار فجاءت الشرطة وجرتني بعيداً ووضعوني في مقعد سيارتهم الخلفي كما يوضع المتهم من الناس فعلمت أن يومي أسود من وجه رافضي يلاقي ربه بسب الصحابة وأمهات المؤمنين وبعد دقائق معدودة جاءني العسكري النبيل يسلّم علي بحرارة ويشكرني ويدعو لي ويقول هذا النغل الذي ضربته يا مولانا بائع مخدرات لعين وقد وجدنا معه في السيارة ثلاثة كراتين من الخمر وأوزان مقدره من الحشيش والحبوب ، فحمدت الله وشكرته .
المواضيع المتشابهه 
اليوم الساعة 1 الظهر ضربت رجل على طريق الدائري الشرقي ! 
العرض الشجري
