بداء صوت الصياح والنداء ، تلج في الوادي ولها في الجبال صداء ، ونزل الخوف في القلوب، وبكوا النساء والاطفال ، ونهضوا وفزعوا الرجال ، وبداءو بقص الاثر في الاوديه والفلاه ، يبحثون عن الفتاه ، اللتي لا يدرون عن سبب اختفاءها هل هو نتيجة ضياع ، او اختطاف قد حصل لها ، وقد اختفت اثناء عودتها مع رعيتها من الاغنام عند وقت الغروب ، فقد كانت اتيه من سرحتها في الحلال في الجبال ، وقد كانت تسرح برعيتها الى جبل ضخم وصخوره ملساء وشديدة الوعوره وقمته شامخه تعانق السماء ، يصعب صعوده بسهوله ، ولا كل متسلق له يطوله ، ولكن المرعى في شعابه اكثر منه في سهولة ، حيث كانت هذه الفتاه ابنه لرجل فقير ولا يملك الا عدد قليل من الشويهات ، تغدو بها بنته في الصباح الباكر الى الجبل ، ثم تعود بها في المساء ، وكانوا قد اتو الى هذا الوادي قبل عدة ايام ، حيث ان جيرانهم اللذي كانو يسكنون معهم في ديارهم قد شدو رحالهم ، لديار بعيده بسبب قلة الكلاء والماء ، ولكن هذا الرجل ، رحل معهم وعند مرورهم على هذا الوادي قرر البقاء فيه وهو لا يعرف عنه شيء ولم يسبق له ان نزل فيه ، ولا يعلم من فيه ولا خافيه ، فلم يجد به الا ناس قليل ، ولكن اتضح له بعد ان نزل به ان الناس فيه قلقين ومتخوفين ، فقد اتت اليهم علوم واخبار بآنه توجد في الوادي جره واثار ، تختلف عن جرة البشر ، فربما ان هناك امر خطر ، واحتمال كبير بآن هذه الجره جرة وحش الحره ، حيث انه قد سبق في مره من المرات قبل عدة سنوات لناس ساكنين في حرة من الحرارت ، ان هاجمهم وحش او شرير من الاشرار ، فقد اختطف عدد من الاطفال ، فلا يعرف لهم اثر ولا خبر ، وهم يعتقدون ان هذا الوحش ، قد خرج من حفرة بركان في الحره ،خامه من زمان ،. وان الاثر اللذي وجدوه في هذه الديره ، هو اثر حديث وهو مدار الحديث ، فآثره كآنه اثر خف جمل يسير بعجل ، يحفر في الارض حفره ، كانها حفرة حافر ، وفي اثار القدم الواحدة عشرة اصابع ولها اظافر ، فآجتمع من في هذا الوادي من الناس سواء ، وبنو بيوتهم ، وقررو ان يعملون سياج حول فريقهم من الاشجار ، وحراسه على مدار الليل والنهار ، لكي يخففوا من خوف النساء والاطفال ، ويظمنون سلامتهم في جميع الاحوال . وكان من ظمن الساكنين في الوادي رجل له ايبل كثيرة ، قد تركها في هذا الوادي وفي حراستها عبد قوي وجسمه وساعيه ، فتوجه له في الصباح ليتطمن على الاوضاع لديه ، وعند وصوله ، سآله عن حال واحوال ، فآخبره ، بحدوث امر عجيب وغريب حيث انه قد فقد حوار ناقه ، قد بات بجنب امه في الليل ، وانه لم يجده معها في الصباح ، وقد قص الاثر ، فوجد ما يهوله ، حيث وجد اثر جره ،ولم ان يكون للحوار اثر في الارض بالمره ، وانه ربما يكون مخطوف ، ومن خطفه حمله على الكتوف ......