الحمد لله اللطيف الخبير ....
ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ....
المتابع لإخبار محاولة الإنقلاب الذي أفشله الله بدقه ، يدرك ضخامة هذا الإنقلاب من حيث حجم المشاركين فيه مناصباً وعدداً ويدرك دقة التخطيط المحكم لهذا لإنقلاب ، ويلحظ التغير الطارئ المفاجئ لهذه الخطة ، والسبب الواهي [ مكالمة فيديو هاتفية ] التي كانت بداية الأسباب المادية لفشل هذا الإنقلاب ....
ليدرك من يرى الأمور بعقلانية ضخامة هذا الإنقلاب من حيث حجم المناصب المشاركة فيه فيعلم ... أنه حتى هذه الساعة .. تم
1- اعتقال 103 جنرال وهي رتبة عليا إن لم تكن الأعلى .... ولا ندري كم يساوي هذا العدد من العدد الكلي للجنرالات فربما كانت أكثر من النصف ...
2- اعتقال قادة الجيوش الثاني والثالث والرابع ... ولتعلم أن في تركيا خمس جيوش يعني (5-3) خونة ...
3- اعتقال آلاف القضاة لا يحضرني العدد الآن ..
4- اعتقال حوالي ( 40) من المدعين العامين ..
5- اعتقال عدد (؟) من حكام الولايات والمناطق
6- تمرد كبير وانقلاب في سلاح الجو حيث يعتقد أن رئيسه السابق ( جنرال ) هو زعيم الإنقلاب ..
7- مشاركة السكرتير العسكري لأردوغان في هذه المحاولة ..!! يعني علة بطن كما يقال
8- مشاركة سكرتير رئيس الأركان في هذه المحاولة ....
9- اعتقال أو تسريح 8500 فرد من وزارة الداخلية لتورطهم أو اشتباه تورطهم في هذه المحاولة ...
10- اعتقال أكثر من 2600 من منسوبي الجيش ضباطا وأفراداً للمشاركة في هذه المحاولة ...
11- مشاركة بعض رجال الأعمال في دعم هذه المحاولة لوجستياً
12- لا يزال يتكشف كل ساعة تفاصيل جديدة ولا زالت تركيا مهددة بمحاولات أنقلابية حيث رشحت أنباء عن تمرد في قاعدة جوية هذا اليوم ...
13- رشحت معلومات ليست مؤكدة بمشاركة ضباط أمريكان في الإعداد لهذا الإنقلاب ...
هذه المعطيات المادية وما أعرضت عنه أو ذهلت كثير
هذه المعطيات كفيلة بإنجاح أي إنقلاب في أي نظام مهما كانت قوته ...
أما عن إحكام الخطة فقد كان مقرراً أن تكون ساعة الصفر الساعة ( الثالثة فجراً ) وهو توقيت خطير بلا شك حين تكون هجعة الناس ومن الصعب تلقي رسائل الدعم والمساندة والإستجابة لها ، وعندما يستيقظ الناس متأخرون في صبيحة يوم عطلة يجدوا أن الأمر قد قضي ...
وكان مقرراً القبض على أردوغان أو قتله وهيئ لذلك (3) مروحيات و (40) من قوات الجيش الخاصة ...
وكان مقرراً القبض على قائد الأركان وتم لهم ذلك ....
ما الذي أفشل هذه التخطيط المحكم والكوادر الفاعلة ؟!!!
إنه لطف الله قبل كل شيء ....
فقد ذكرت الأنباء أن رئيس الأركان المختطف استطاع أن يوصل رسالة لقائد الجيش الأول بأمر الإنقلاب ....
وقد قامت قيادة المخابرات بإبلاغ أردوغان بمغادرة مقر إقامته والعودة لإستانبول وليس أنقرة وقد كان هذا خطأً فادحاً لولا لطف الله ، فلو وصل أردوغان للمطار قبل ساعتين فقط من موعد وصوله لألقي القبض عليه من القوات الإنقلابية التي استولت في البداية على المطار ...
والعجيب أن أردوغان غادر الفندق الذي يقيم فيه في مرمريس قبل وصول تلك القوات ( بـ 40 ) دقيقة فقط
تسرب خبر نجاة أردوغان بظهوره على القنوات عبر مكاملة فيديو هاتفية وهبة الشعب السريعة كانت من أسباب الفشل وكان ذلك من فضل الله ...
قائد الجيش الأول كاد أن يعتقل على جسر البسفور وهرب قبل وصوله لنقطة تفتيش الإنقلابيين فقط ( بـ 700) وتمت مطاردته من قبلهم لكنه نجى ..!!
الرعب الذي ألقاه الله في قلوب الإنقلابيين حيث تقهقروا أما شعب أعزل وتم القبض على الكثير منهم من قبل الشعب الذي لم يكن كثرةً مرعبة في البدايات ...
وتمكن الشرطة الأقل تسليحاً ( سلاح خفيف ) من السيطرة على الإنقلابيين الذين كانوا يملكون السلاح الثقيل كانت من آيات الله ... فدبابة واحدة تفني كتبية كاملة من الشرطة لولا لطف الله ...
الأغرب هو عدم قيام الإنقلابيين خاصة حول المطار في استانبول وعلى جسر البسفور بإطلاق النار بشكل جاد رغم وضوح الأوامر الصادرة اليهم ....
الأشد غرابة هو تردد 103 جنرالاً وباقي المشاركين في التأييد الواضح للإنقلاب رغم أن الساعات الأولى كانت في صالحهم ....
هنا يدرك من تعلق قلبه بالله أن عناية الله كانت تكلأ أهل الإسلام في تركيا ...
هذا لإنقلاب كان لا شك مباركاً ومؤيداً من أمريكا وجل دول الغرب وروسيا لأنهم يريدون وأد المولد الإسلامي الناشئ في تركيا ....
وخلاصة ما تقدم
هو أن الله جل في علاه هيأ أسباب فشل انقلاب ضخم محكم بأوهى الأسباب - [ مكالمة هاتف - تجمهر لا يتجاوز الألاف عند المطار] فقد رأيت ورأى غيري الجند يفرون أمام بضعة ألاف في البدايات عند مداخل مطار استانبول
بل إن ميدان تقسيم ليلة الإنقلاب لم يتواجد به ما يصل عشرة ألاف وكلكم رأى العدد ....
ترشح أخبار من هنا وهناك
سأورد بعضها في ردود تالية ...
وسنحاول أن نستخلص العبر ....
لكن يجب أن ندرك يقيناً أن أردوغان كان حكمه هشاً للغاية وأنه كالمتزلج فوق الأمواج العاتية فهي أقوى منه بلاشك هي تصرعه وتغمره لكنه ينهض ويركبها حينها ويتلافها حيناً أو ينسل من بين جبالها أحياناً ... حتى يصل شاطئ النجاة .... وأرجو أن يصل
إن الأمور تبشر بخير إن تكاتف أهل السنة مع تركيا وأيقنوا أن تركيا صرحاً لأهل السنة وأن أردوغان هو أفضل موجود اليوم ، ولو سقطت تركيا في يد نظام علماني علوي يهودي حاقد على الإسلام فإن جميع الأطياف المحسوبة على السنة ستكون خاسرة بلاشك المعتدل والوسطي
تركيا تتطهر الآن وتحاول أن تكون مستقلة فعلاً وموقعها الحساس يجعل خيارات الغرب صعبة جداً
والغرب يدرك خطورة تحرر تركيا من قبضتهم وتخيفه بلا شك تلك المآذن الصادحة ليلة الإنقلاب وتلك التكبيرات ويرعبه ذلك التحول الذي أحدثه حزب العدالة والتنمية في المجتمع التركي وأظن الأيام القادمة ستكون مثل لعبة عض الأصابع بين الطرفين سيخسر من يصرخ أولاً ....