منتديات شمس الحب - نصائح خاصة للخليجيين الراغبين بزيارة أيسلندا..

نصائح خاصة للخليجيين الراغبين بزيارة أيسلندا..
رحلة إلى وطن الجليد والبراكين

http://www.ajel.sa/sites/default/fil...?itok=ep5FMa7J

للسفر 7 فوائد لكن عند زيارة أيسلندا أقصى شمال الكرة الأرضية ربما تتضاعف تلك الفوائد، فخلال زيارتي (فرحان الفرهود - مدير تحرير صحيفة "عاجل") إلى تلك البقعة الأوروبية بدأت هذه الجزيرة تبوح لي بالكثير من أسرارها.

مطار صغير وألفا مسلم

مع طلوع شمس الخميس (30 يونيو 2016)، وصلت إلى العاصمة الأيسلندية (ريكيافيك) لتغطية طرد مسلمين من مسجدهم في هذا البلد ومنعهم من الصلاة فيه، وفَتْح إحدى الكنائس أبوابها لهم ليؤدوا صلاة التراويح، وتعرض المملكة لهجوم في الصحافة الأيسلندية، بسبب كذب وتزوير شخص عراقي– كردي يدعي أنه مقرب من قيادات المملكة.
وعبر مطار صغير مزدحم بأعداد كبيرة من السياح الأوروبيين والآسيويين في قلب العاصمة ريكيافيك، كانت نقطة انطلاقي في بلد تسيطر عليه الخضرة تتخللها أحجار سوداء، وكأنها جنة الله على أرضه.
أما ريكيافيك العاصمة فاستقرت على الخريطة أقصى شمال الكرة الأرضية، وتضم النسبة الأكبر من مواطني الدولة البالغ عددهم 320 ألف نسمة موزعين على الجزيرة البالغ مساحتها 103 آلاف كيلومتر مربع، بينما لا يصل عدد المسلمين فيها إلى ألفي نسمة.
السير بين شوارع أيسلندا لا يحتاج سيارة بل المشي أحد عناصر التمتع بجمال الهندسة المعمارية، إذ تتشكل مبانيها بين العصرية والكلاسيكية، وشوارعها الفسيحة والمنظمة ومناطق تسوق عديدة.
ورغم أن رحلتي كانت لأيام معدودة إلا أن الميزة الأكثر انتشارًا على وجوه الأيسلنديين كانت البساطة والابتسامة، التي تذيب طبيعة هذا البلد الجليدية، والتي أمنت لها مكانة مميزة بين دول القارة الأوروبية في الخريطة السياحية العالمية، ساعدها في ذلك مجموعة من الأنهار الجليدية ومناظرها غير العادية.

تأشيرة للسعوديين ونصائح للخليجيين

وبقدر متعة اللحظات على أرض أيسلندا، إلا أنه لا يمكن للمواطن السعودي دخولها دون تأشيرة، ويذوب عناء السفر مع المفاجآت التي تتوالى على الأرض الأيسلندية، فسياحة هذه الدولة تقوم على الجليد والبراكين والسخانات المائية.

صحفيون ومواطنون أيسلنديون أكدوا لي أثناء مرافقتي أن السياحة في وطنهم تعتبر عنصرا مهما في نمو الاقتصاد الوطني، وتشكل ما نسبته 5% من الناتج القومي الأيسلندي، وعددوا ما تشتهر به البلد من الجليد والبراكين والسخانات المائية الطبيعية التي تتفجر بأوقات منتظمة لا تتجاوز الدقائق والأنهار الجليدية العذبة، والتطور الجيولوجي في الجزيرة، جعل منها قبلة للسياح ووصل عددهم مليونًا و400 ألف سائح من مختلف القارات، العام الماضي.

أما الطقس في الدولة الإسكندنافية فشديد البرودة خلال فصل الشتاء ودرجات حرارة ليست بالمرتفعة في فصل الصيف تصل إلى 10 درجات مئوية، ولذلك تتزايد النصائح للقادمين من دول الخليج العربي بضرورة ارتداء الملابس الثقيلة إذ أن البرودة غير معتادة.
ووجود أيسلندا في منطقة تيارات بحرية منحها مخلوقات بحرية رائعة في الجمال، وعلى مسافات قريبة جدًا من الشواطئ يتمتع السياح بمشاهدة الحيتان المارة بطريقها في رحلات التزاوج ويساعد في ذلك نقاوة مياها الزرقاء وكأنها لوحة فنية.
وفي ميناء ريكيافيك الصاخب تتزايد مكاتب شركات السياحة البحرية، حيث تبحر قوارب على مدار الدقيقة إلى الأماكن التي يمكن فيها مشاهدة منظر المخلوقات البحرية في عرض المحيط.

أرقام غير عادية

مصادر مسؤولة تحدثت لي عن صناعة السياحة في أيسلندا لتؤكد أنها حققت نموا هائلا في أعداد السياح، ونما عددهم في المتوسط بنسبة 6% سنويا بين أعوام 2003 – 2010، ومن ثم زاد بتطور كبير لا سيما بعد أن حقق نموا مضطردا بعدد السياح بزيادة نسبية بين أعوام 2010 – 2014، وصلت إلى 20% سنويًا.

وفي فصل الصيف، تتزايد حركة السفر الكبيرة بين القارات، ومن خلال مرافقتي لأحد أبناء البلد، قال إن السياحة الشتوية توازي الصيفية وتنشط في أيسلندا ويقصدها السياح للتمتع بالركوب على الزلاجات الجليدية التي تجرها الكلاب القطبية أو لمشاهدة مناظر الشفق القطبي الخلابة.

إلا أن المعاناة من قوة الرياح وبرودتها لم تتوقف، إذ تصل سرعة الرياح إلى 56 مترًا في الثانية، حينها تمنع السلطات التنقل في وسائل المواصلات كالحافلات والسيارات وعند تقطع السبل في السياح أو المواطنين هناك مؤسسات شعبية أيسلندية تقوم بعمليات الإنقاذ والمساعدة.

والتقيت أيضًا بعدد من مسؤولي السياحة حيث تنشط المكاتب الخدمية التابعة للمؤسسة السياحية في عدة مناطق بالعاصمة ريكيافيك لتسهيل مهمة السياح والرد على أي استفسار وتعمل الحكومة الأيسلندية

منذ فترة على الترويج للسياحة جيدًا، فتقدم باقة منوعة من البرامج السياحية للزوار، ويمكن للزائر ركوب قوارب خاصة في عرض البحر لمشاهدة قمم الجبال الجليدية التي تصل قرب الشواطئ الأيسلندية بعد تكسرها من جزيرة غرينلاند القطبية.

الشمس

وفي مدينة كوريري عاصمة شمال أيسلندا، يمكن للزائر مشاهدة الشمس وهو من المناظر الرائعة التي تحدث خلال فقترة الانقلاب الصيفي عندما تهبط الشمس للغروب وتلامس الأفق، ثم تشرق من جديد لتتسلق عنان

السماء خلال مدة زمنية يمكن رصدها بالنظر.
وإلى الشرق من عاصمة الشمال كوريري يرى الزائر تدفق الحمم البركانية التي شكلت الأخاديد، والتي لا تزال تشكل معالم الجزيرة في نشاط بركاني لا يهدأ في أيسلندا، وفي مدينة ريغانيس يشاهد الزائر معرض سفن الفايكنغ والمنارات المنتشرة في كل مكان لإرشاد القوارب، بالإضافة إلى البحيرة الزرقاء.

وتعد بحيرة مايفاتن واحدة من أشهر الوجهات الرئيسة لمحبي الطيور لكونها موطن العديد من الطيور والأسماك ويوجد بها أكبر مجموعة بط منوعة في العالم، وبدأت الحكومة بزراعة بعض المناطق بالأشجار التي استوردتها من النرويج الاعوام الماضية.

وبعد رحلة بحث، اكتشفت أن عددًا كبيرًا من الكتاب والفنانين والمصورين يقصدون أيسلندا ويعتبرون مناظرها الطبيعية مصدر إلهام لهم، ولا يخفى على أحد ما يبذله الأيسلنديون من جهود لزيادة راحة السياح، وهذا ما رأيناه في المراكز التجارية والشوارع ببساطة التعامل والابتسامة العريضة التي لا تفارق محياهم.

ومنحت الدولة الجزرية الهادئة لأيسلندا شعبية كبيرة في عالم السياحة، كونها بلد فريد من نوعه يختلف عن بلدان أوروبا، وهناك عدد قليل جدًا من البلدان في أوروبا التي يمكن أن يتطابق جمالها مع أيسلندا كجزر الفارو التي تتحدث لغة قريبة جدًا من اللغة الأيسلندية كون أصل سكان الجزيرتين من قبائل الفايكنغ النرويجية.

منطقة المثلث الذهبي

ويمكن للسائح قضاء عطلة خاصة في ريكيافيك، وأهم مميزات ريكيافيك وجود حمامات المياه الكبريتية الساخنة التي تستخدم لأغراض العلاج أو الاستجمام ويمكن للزائر أن يستمتع بفترة نقاهة واستجمام في ريكيافيك.
ويميز تلك المنطقة سهولة الوصول إلى المناطق الريفية القريبة منها ولعب الغولف أو تسلق الجبال والأبحار وصيد السلمون (اللاكس) الأحمر الوردي الذي يمكن صيده عند مصبات أنهر المياه العذبة في مياه المحيط المالحة.
أما المتنزه الوطني (ثينغفيلير) فيرمز إلى الوعي الشعبي الأيسلندي، ويقع على الصحيفتين الأمريكية والأوروبية في الوادي المتصدع، ويعد أحد أهم المعالم السياحية القريبة من ريكيافيك وتسمى منطقة المثلث الذهبي لكثرة المواقع السياحية الطبيعية هناك، وعلى بعد كيلومترات بسيطة يمكن للسائح زيارة سخانات المياه الساخنة التي تتفجر من الأرض كل عدة دقائق في عملية مستمرة طيلة الوقت وزيارة شلالات نهر غولفوس التي تعني الشلال الذهبي.

في الجنوب الشرقي للجزيرة يقع أكبر متنزه وطني في أوروبا ويتشكل من عدة ظواهر طبيعية متضادة في آن واحد ويمكن للزائر الاستمتاع بمشاهدة النار والثلج، والحمم البركانية (البراكين) والأنهار الجليدية.