لندن- كمال قبيسي
يتحدثون منذ يومين عن عملية "إرهابيئية" غريبة النوع تتعرض لها بحيرة إيرانية شديدة الملوحة، ورأت "ناسا" الأميركية لغزها في صور التقطها أحد أقمارها الاصطناعية، وأصابها ما رأت ببعض الحيرة، لأن لون مياه "أرومية" المستمد اسمها من مدينة بالاسم نفسه في محافظة "أذربيجان" القريبة بالشمال الغربي الإيراني من الحدود مع تركيا، تغيّر بأقل من 3 أشهر إلى آخر مختلف تماماً، وبدا معه المشهد كأنه مريخي، لا حياة فيه.
الصور التقطها قمر Aqua أو "الماء" باللاتيني، والدارس من ارتفاع 100 كيلومتر في الفضاء تبخر وترسب المياه ودورتها الطبيعية على الأرض، وفيها ظهرت مياه Urmia يومي 20 و23 ابريل الماضي، بلونها المعروفة به دائماً، وهو الأخضر المائي الداكن. لكن أخرى التقطها "أكوا" في 9 و18 يوليو الجاري، بدت فيها المياه حمراء كما لون الدم المسفوك، وهو ما نراه واضحاً بصور تنشرها "العربية.نت" نقلاً عن موقع NASA التي حك علماؤها أذهانهم ووجدوا تفسيراً، إلا أن التفسير محيّر كاللغز نفسه. ألواح خشبية وبقايا سفن مهجورة بدأت تظهر
البحيرة، المتوافرة عنها معلومات وافية "أونلاين" بعدد من اللغات، يسمونها Urmiya أيضاً، وكانت الأكبر بالشرق الأوسط، والثالثة في العالم بمساحتها البالغة 5200 كيلومتر مربع، مساوية تماماً لنصف مساحة لبنان، وهي تستمد مياهها من 21 نهراً ورافداً، منها الدائم سريانه، والآخر موسمي، إضافة إلى تسربات من ذوبان الثلوج تأتيها من جبال محيطة، كما ومن الأمطار، مما كانت نسبته 235 ملليمتر سنوياً، وتقلصت إلى أقل من 40 حالياً بسبب التغيرات المناخية في المنطقة والاحتباسات. وظهر فرق بالصور كبير، بين ما تم التقاطه في 20 ابريل و9 يوليو الجاري، كما نجد على الأطراف أثار ملح مترسب
وما تضخه هو بروتونات تفرزها عبر غشاء خليتها إلى الخارج، لتنتج عنها بروتونات مركبة، تتحول بدورها إلى طاقة كيميائية تتغيّر معها خصائص الوسط المائي المتبرعمة فيه بالتريليونات، وانخفاض منسوب المياه يؤدي إلى تسلط مزيد من الضوء عليها خصوصاً بالصيف، فتنشط أكثر، وعندما يحل الشتاء ويقل الضوء ويزيد منسوب المياه المنحدرة إلى البحيرة، تقل ملوحتها ويقل ضخ البروتونات، فيغيب الأحمر الدموي ويعود الأخضر الريّان، لكن نسبة الاخضرار بدأت تقل ويزيد الاحمرار عاماً بعد عام، لذلك فإن "أرومية" قد لا يبقى فيها سوى بياض الملح المترسب فقط، إذا استمر الإرهاب البيئي يفتك بها في إيران.