كنت مسافر أنا وأثنين من خويانا في الطيارة ، رحلة دولية ، وكانت المقاعد اللي أمامنا واللي خلفنا فيها عائلتين هندية ، ورعانهم واجد ، واعمارهم متقاربة ماتباعد ، اكبرهم سبع سنين واصغرهم يمكن له سنتين ، عددهم سته ومع اهلهم دسته ، شلهم في السعودية مقيمين وفيها كلهم والدين ، وحنا جينا في وسطهم ، ومن ساعة ماجلسنا في المقاعد الا وورع منهم قائم وألاخر قاعد ، وقاموا على روسنا يتناقزون وفي عمايمنا يجرون ، هرجهم هرج كثير ، وحركتهم مثل حركة الصراصير ، مرة يدخلون تحت المقاعد ، ومره نلقا واحد منهم على روسنا صاعد ، واهلهم من حركاتهم مبسوطين ، وحنا منهم صرنا مضغوطين وطفشانين ، رجالهم وحريمهم لهم بربره وثرثرة ، وما تميز بين صوت الرجال والمراة ، هرجتهم تقال صوت مكينة ، ولا يعرفون الهدوء والسكينة ، وعند ما أقلعت الطائرة وفي السماء أسقلت ، الا ورجول ورعانهم علانا قد تدلت وفكانا ، وصاروا علانا يناقزون وبعقلنا يلعبون ، وفي عمايمنا يلعبون وعلانا يتناقزون كأنهم قرود في غابة ولا عصافير برش سجون مناصبه ، يطمرون من المقاعد الخلفية الى المقاعد الأمامية ، ومرة يطيحون علانا ومرة يقفزون من قدامنا الى ورانا .
ما خلونا في مقاعدنا نتهنى ولا نسولف وأهلهم مايبعدونهم عنا ، ونقز علانا ورع مقرود ، كأنه من صغار القرود ، وقرصه خوينا في أذنه قرصه قويه ، وبكى منها الورع ونقز عند ابوه العيه ، الا وصوت الهنود يوم ارتفع ، والورع بعد القرصة انردع ولهله رجع ومن البكاء انصرع ، وقامت أصوات الهنود ترتفع ، وخويي ، يدق جرس الخدمة ، وحنا أخلاقنا صارت منعدمة ، وتجينا المظيفة تعدي ، وقلنا لها بصوت واحد ، شوفي لنا مع هذالا حل وأنقلينا عنهم من هذا المحل ، ورعانهم صجونا ، ومن محلنا طفشونا ، وفي حالنا ما تركونا ، وقاموا الهنود يبربرون ورعانهم يتباكون ، وخوينا رمى شماغه وعقاله في جيب المقعده ، وانا ما سك كتوفه واقف أقعده ، وخوينا الثاني لهم ملتفت ، والهندى عند حرمته منكفت ، وخويي ناوي يطخ الهند بكف ، مهما الأمر كلف ، لقد نفذ الصبر ، وأشتد علانا الأمر.
وقال لي خويي هذي ماعاد هي سفرية ، هذي بلوى وأذية .