يبدو أن ضعف حركة الشراء والبيع لدى تجار العقار في مدن عدة، أخرجت ما في داخل نفوس عدد منهم، حينما ربط أحدهم قدرة المواطنين على شراء مسكن بمقدار العبادة والتقرب إلى الله.
وأثار مطور عقاري، يدعى عبدالرحيم القاسم، أعداداً كبيرة من المواطنين، حينما كتب تغريدة عبر حسابه في «» قال فيها: «عجزكم عن شراء فيلا قد يكون عقوبة من الله عليكم، استغفروا وتوبوا»، وأتبعها بتغريدات أخرى لا تختلف عن سابقتها، بقوله: «ما يقدرون يشترون فلل والسبب: الأطعمة في سلة المهملات، وكل دقيقة حادث، ودواليب الحريم مليانة هدوم، وكل إجازة سفر». وأضاف القاسم في تغريدة أخرى: «التجارة أيام جدي بعارين وغنم وهيل وقهوة والناس في بيوت من طين وخيام، وعندما أتى تجار العقار حسدتوهم»، مؤكداً أن تجارة العقارات ثقيلة جداً، ترتفع وتنخفض ببطء، ووصفها بالتجارة المباركة. ووجدت تغريدات القاسم ردود أفعال غاضبة، ووصفت بالمستفزة لشريحة كبيرة من المجتمع، لكن مغردين أرجعوها إلى سوء حركة البيع والشراء لدى تجار العقار، بينما تهكم آخرون عليه بقولهم: «المفروض تكون مستشار وزير الإسكان». وقال المحلل الاقتصادي عبدالحميد العمري لـ«عكاظ»: «لا تستغرب خروج بعض العبارات المستفزة من عقاريين، كون معظمهم أنصاف متعلمين وجهلة، وليست المرة الأولى التي يستفزون المواطنين، وسبق أن تطرق أحدهم إلى كرامة الآخرين، ومعظم الذين يترددون على هؤلاء العقاريين للبحث عن مساكن من الطبقة المتعلمة التي خسرت على أنفسها، وصرفت أموالها في تعليم عقولها». من جهته، أوضح المستشار القانوني عبدالله العصيمي لـ«عكاظ»، أن نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية يهدف إلى حماية المصلحة العامة والأخلاق والآداب داخل المجتمع، ومن يروج أفكارا ومعتقدات تخرج عن الآداب العامة المتعارف عليها في المجتمع يكون عرضة للجزاء، مضيفاً: «كل من له مصلحة يستطيع أن يقاضي كل من يسيء له ويلحق به الضرر إن أثبت ذلك». وشدد على أن إثارة الفتن وتبني الأفكار التي تثير الرأي العام في قضايا تمس المجتمع سلوك مرفوض من أي شخص، وقال: «التغريدات التي أطلقها المطور العقاري تهكمية لا تعبر عن رأي مبني على دراية ودراسة لواقع المجتمع، بل إنها مجرد كتابات لإثارة المجتمع والانتقاص من قضاياه المهمة».