وهؤلاء جهال لايعلمون أهمية حب الوطن والادلة على ذلك
ومن الأدلة
يقول الله سبحانه وتعالى : ((إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ )) قال ابن العباس رضي الله تعالى عنهما : إلى مكة رواه الإمام البخاري قال القرطبي رحمه الله تعالى : (( قال مقاتل : خرج النبي صلى الله عليه وسلم من الغار ليلا مهاجرا إلى المدينة في غير الطريف مخافة الطلب فلما رجع إلى الطريق ونزل الجحفة وعرف الطريق الى مكة فاشتاق اليها فقال جبريل عليه السلام ان الله يقول : ((إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ )) أي إلى مكة ظاهرا عليها ))
وذكر أبن الكثير عن مقاتل عن الضحاك قال : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة فأنزل الله عليه : ((إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ )) الى مكه وقال النسفي رحمه الله تعالى : هذه الآية نزلت بالجحفة بين مكة والمدينة حين اشتاق إلى مولده ومولد إبائه
ثانيا النصوص الشرعية من السنة
عن انس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته أي اسر عبها واذا كانت دابه حركها من حبها )) أخرجه البخاري
قال ابن حجر في الفتح والعيني في عمدة القارئ والمباركفوري في تحفة الأخوذي : (( فيه دلاله على فضل المدينة وعلى مشروعية حب الوطن والحنين اليه )) فهذا تصريح من هؤلاء ألائمه رحمهم الله تعالى بمشروعية حب الوطن وبالتالي فمحبة الوطن محبه شرعية , يقترب بها العبد المسلم إلى ربه سبحانه وتعالى .
عن انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما أقدم من خيبر حتى إذا أشرفنا على المدينة نظر إلى أحد فقال : هذا جبل يحبنا ونحبه ))
قال ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح قيل / هو على الحقيقة ولا مانع من وقوع مثل ذلك بأن يخلق الله المحبة في بعض الجمادات أي محبه الرسول صلى الله عليه وسلم وقيل : هو على المجاز والمراد أهل أحد على حد قوله تعالى (( وسئل القرية )
وقال الشاعر :
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديار
فعندما عاش الرسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة . والفها وأصبحت موطنه نما في قلبه صلى الله عليه وسلم حبها وحب جبل أحد فيها من حبه صلى الله عليه وسلم لها
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة (( ما أطيبك من بلد وما أحبك إلي ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك )) فهو صلى الله عليه وسلم في مكة يحبها ويكره الخروج منها وعن جنا هاجر إلى المدينة واستوطنها ألفها ثم لما فتح مكة , وخاف الأنصار إن يقيم فيها قال لهم : (( المحيا محياكم والممات مماتكم )) بل كان يدعو الله إن يرزقه حبها كما في صحيح البخاري رحمه الله تعالى : (( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد )) وقال السمهودي : أن معنى كلمة ( أو اشد ) أي بل أشد فهو صلى الله عليه وسلم يدعو بأن يرزقه الله حب المدينة أشد من حب لمكة لا استشعاره بأنها أصبحت بلده ووطنه التي يحين إليها ويسر عندما معالمها التي تدل على قرب وصوله إليها .