كشفت رسالة دكتوراه بإعلام القاهرة، عن قيام الفضائيات الشيعية الدينية والسياسية بتشويه صورة الإسلام، وتبنيها لخطاب الكراهية ضد أهل السنة والجماعة، والتي تمت مناقشتها في أغسطس الماضي وأعدتها الباحثة نهال عمر الفاروق المدرس المساعد بالكلية، وحملت عنوان ” أساليب الدعاية في الخطاب الشيعي في القنوات الفضائية: دراسة تطبيقية” وأشرفت عليها أ. د منى الحديدي الأستاذة بالكلية، وناقشها أ.د بركات عبدالعزيز وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا وفضيلة الشيخ أ .د عبدالله سمك الرئيس الأسبق لقسم الأديان والمذاهب بالأزهر الشريف.
واشتملت الدراسة على أربعة محاور رئيسة شملت تحليل الخطابين الديني والسياسي بالفضائيات الشيعية ودراسة علاقة الجمهور المصري السني بها، وتقييم النخبة المصرية المتخصصة لها.
وتناولت تحليل الخطاب الدعائي المقدم في قنوات كربلاء والأنوار والمنار والعالم لمدة شهر، وكان من أهم نتائج الدراسة تشويه تلك الفضائيات لصورة الإسلام من خلال دعايتها الهجومية ضد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وهم خيرة هذه الأمة والجيل الذي حمل راية هذا الدين، حيث أمعن الخطاب الشيعي بتلك الفضائيات في سب الصحابة رضوان الله عليهم وتكفيرهم وتقديمهم كمجموعة من الشخصيات المتصارعة والمتآمرة، واستخدم الخطاب أبشع ألوان السب والقذف بحقهم رضى الله عنهم وأرضاهم.
كما أثبتت الدراسة تبني الفضائيات الشيعية لخطاب الكراهية ضد السنة من خلال تكفيرهم وتسميتهم” بأعداء آل البيت” وتقديم المذهب السني من خلال ثنائية الأنا والآخر للحط من شأن أهل السنة والجماعة، كما قدم الخطاب السياسي السنة كمجموعات إرهابية تثير الفوضى والعنف في المنطقة العربية وتمارس الظلم بحق الشيعة “المظلومين” دائماً وفقاً لخطاب تلك القنوات، حيث تصدر طرح ” الحرب ضد الإرهاب السني” قائمة أطروحات معالجة الخطاب لغالبية القضايا السياسية محل الدراسة.
وكان من أهم النتائج الصادمة في الدراسة إعلاء الخطاب من شأن أئمة الشيعة الإثني عشر على النبي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما يعد مخالفة صريحة للعقيدة الإسلامية، فقد تم تقديم النبي صلى الله عليه وسلم في أغلب البرامج كقوة غير فاعلة في الشأن الإسلامي على نقيض أئمة الشيعة الذين تصدروا القوى الفاعلة الإيجابية في الشأن الإسلامي.
وقد جاءت هذه الدراسة لتنسف مزاعم الشيعة بشأن فاعلية فضائياتهم التبشيرية وقوتها، وترويجهم لدور هذه القنوات في تشييع أهل السنة والجماعة؛ حيث أثبتت الدراسة إنخفاض نسبة مشاهدة الجمهور المصري السني لهذه القنوات وضعف تأثيرها عليه، حيث انخفضت نسبة التنافر المعرفي والتذبذب الفكري الذي يتعرض له الجمهور نتيجة مشاهدة هذه القنوات.
وكان دافع الفضول هو أهم دوافع مشاهدة الجمهور لها، كما أرجع البعض مشاهدته للفضائيات الشيعية لرغبته في السخرية من الشيعة وهم يمارسون طقوس اللطم في عاشوراء وغيرها من المناسبات الشيعية. وكان في مقدمة مقترحات الجمهور لمواجهة هذه القنوات وقف بث الفضائيات الشيعية التى تسب الصحابة رضوان الله عليهم وأمهات المؤمنين رضى الله عنهن، وبث مزيد من الفضائيات الدينية السنية التى تتصدى لمواجهة الدعاية الشيعية.
هذا وقد أرجعت النخبة المصرية المتخصصة في الإعلام والشئون الدينية والسياسية ضعف تأثير تلك الفضائيات الى عدم منطقية الفكر الشيعي وافتقاره الى القدرة على الإقناع وصعوبة تحول السني الى شيعي.
كما شددوا على ضرورة قيام الأزهر بدوره في مجال الرد على الفضائيات الشيعية وتقدموا باستراتيجية متكاملة لآليات مواجهة محاولات المد الشيعي عبر تلك الفضائيات، وكان من أبرز ملامحها استخدام الخطاب غير المباشر في الرد على الشيعة واختيار المضمون الأكثر فاعلية وتسليط الضوء على الإعلام الشيعي المعارض.