جاء في كتاب (السراج المنير في أخبار عسير)، تأليف عبد الله بن علي بن مسفر في (ص 97) ما يلي :-
وصلت جنود تركية وحجازية عام (1251هـ) كدعم للقوات الموجودة في عسير والمستقرة في مركز الشعبين بإمرة أحمد باشا، وبدأ الأمير عائض بن مرعي المغيدي (أميرمنطقة عسير) في القتال على شكل حرب عصابات وشن غارات ليلا ً ونهارا ً، ووقعت معارك كثيرة بين الطرفين أشهرها :
ثم ذكرها بالترتيب من (1) إلى أن قال في المعركة رقم (7)
معركة في بلاد بني شهر إذ هاجم أهل هذه القبيلة الجنود الأتراك والمصريين وهزموهم وأخرجوهم من بلادهم واستولوا على جميع الأسلحة والمعدات التي وجدت معهم ومن المعلوم ان إقليم عسير كان أكثر أقاليم الجزيرة العربية تعرضا لغزو الاتراك لسببين :
1/ مساندة امراء عسير في ذلك الوقت لأمراء الدولة السعودية الأولى.
2/ قوة القبائل في عسير وتعددها.. وكثرة الخيرات في ذلك الوقت.
ففي عام 1207 هـ قاد الامير غرم بن سعيد العسبلي الشهري جيش لمحاربة القوات التركية ويقال انه قتل من قبيلة رجال المع 800 رجل في تلك المعركة.
وفي يوم الاحد 18/6/1224 هـ كان الامير محمد بن دهمان الشهري مع قبائل بني شهر حضرا ً وبدوا ً ضمن جيش قوامه (50) الف مقاتل بقيادة امير عسير عبد الوهاب أبو نقطة، وتقدموا قرب وادي بيش لقتال الشريف حمود أبو مسمار حاكم المخلاف السليماني، ودارت معركة عنيفة انتهت بهزيمة جيش الشريف ح وفي شوال 1229 هـ سار الامير طامي بن شعيب ومن معه من قبائل عسير السراة ورجال ألمع في جيش قوامه (10) الالاف مقاتل والذي كلفه الامير عبد الله بن سعود ال سعود بملاقات جيش محمد علي باشا المكلف من الخليفة التركي حيث حاصروا بخروش بن علاس وقبائله زهران في وادي زهران بجيش قوامه (20) الف وقد حدثت الموقعه قرب حصن بخروش فاقتتلوا قتالا شديدا وانهزم الاتراك والمصريين هزيمة شنيعة وغنموا القبائل اسلحتهم وازوادهم وخيامهم وقتل الكثير من الجيش التركي ولم ينجوا إلا من هرب على الخيل.
في عام 1225 هـ جهز الاتراك حملة على قبيلة بني شهر بقصد ردعها فأرسل الامير محمد بن دهمان الشهري ابنه الفارس البطل (ناصر) بجيش كبير من بني شهر فتصدوا للقوات التركية في معركة لأتانين شمال النماص وتمكنوا من طرد الاتراك ودحرهم خائبين
في عام 1250 هـ جاءت قوات كبيرة من الاتراك إلى مدينة تنومة بني شهر لمحاصرة الأمير محمد بن دهمان وقد تمكنوا من اقتحام قلاعه وحصونه واحراقها ولكن الامير محمد بن دهمان استطاع ان يفلت من قبضة الاتراك هو والقليل من مساعديه على ظهور الخيل.. وتقول المصادر انه التجى في جبل منعا الحصين، وفي احدى ايام المعارك انتصر ناصر بن دهمان وجيشه على الاتراك وعاد قبل المغرب لجمع الغنائم من ارض المعركة وقد اعد الترك له كمين وتم القبض عليه وإرساله إلى إسطنبول حيث اعدم هناك
يقول محمد بن دهمان في قصيدته التي ارثى فيها ابنه ناصر وقد وصف فيها تفاصيل القبض على ابنه :
يقوله محمـد وطرفـه سهيــــــد وصارت عيونه على النوم غيبــه
سهيدعلـى ولـد فـات منــــــي ووخر على الجوف ضو ٍ لهيبــــــه
أنا انسبت جده فلا بحـث ســــده فجاء مثل اللشبيل يهاوي ضريبه
عذاب السبايا مقـدي السرايــا سعود الجماعة نهار الغصيبـــــه
لعينيك يا ناصـر أنـا مريـــض وذا فعل من هو يفـارق حبيبــه
وفي عام 1335 هـ جاءت قوات تركية إلى تنومة، وقد تم محاصرتها من قبل قبائل بلحارث من بني شهر ومنعوها من التقدم شمالا ً وقد هبت قبائل العوامر بقيادة الفارس الشيخ علي بن زراب الكناني وبني التيم من بني شهر لمساعدة اخوانهم بلحارث في تنومة وصد تقدم الاتراك باتجاه النماص.. وقد استخدم الاتراك المدفعية وقتل شيوخ واعيان من بني شهر في تلك المعركة المسماه بـ (معركة زخران) ومنهم : فايز بن مسعد من آل العريف وعبدالله بن عساف من نحيان وعامر بن فهران من بلحصين وعبدالله بن غرمان من آل بهيش والخناب الوليدي وغيرهم.
وسبب هذه المعركة انه تم أسر الشيخ شبيلي بن محمد العريفي (شيخ مشايخ قسم بني أثلة من بني شهر) من قبل قوات الاتراك لأنه ارسل رسالة للملك عبد العزيز كان يستنجد فيه من انفلات الأوضاع في منطقة عسير نتيجة سوء حكم الدولة العثمانية ولكن المرسول اتجه للباشا التركي في أبها فطلب الباشا من شبيلي الحضور لأبها بحجة إعطائه مساعدات مالية وعند وصوله لأبها تم القبض عليه وحبسه في السجن، ولما وصل الخبر لقبائل بني شهر ثاروا على الحامية التركية في تنومة بني شهر ورفضوا دفع الزكاة وطلبوا إخراج الشيخ شبيلي من السجن، فأرسل الباشا جيش من الاتراك وبعض قبائل منطقة عسير بقصد اخضاع تمرد قبيلة بني شهر على الحكم العثماني، فتمركز محاربين بني شهر في وادي زخران وحاربوا الجيش التركي بالبنادق والجنابي واستمرت المعركة لمدة ثلاثة ايام وكان من نتائجها :-
1/ انهزام الجيش التركي ودحره عن بلاد قبيلة بني شهر.
2/ إطلاق سراح الشيخ شبيلي.
3/ دفع مبلغ (30) ألف جنيه للشيخ فراج العسبلي تعويض عن الخسائر.
4 / توقيع معاهدة في أبها بين الباشا وبني شهر تنص على ألا يمر جيش الاتراك إطلاقا من بلاد قبيلة بني شهر مهما كانت الظروف وكان ينوب عن قبيلة بنو شهر في توقيع هذه المعاهدة الشيخ علي بن زراب شيخ شمل قبائل كنانة بنى شهر.
الشيء العجيب كيف استطاعت هذه القبيلة الانتصار والتفوق على دولة عظمى في وقتها مثل الدول العثمانية ؟؟