سأحدثك هنا عن أربع دوائر، كل دائرة لها أهميتها ودورها في تشكيل حياة الإنسان، والدائرة هي عبارة عن وقت معيّن من أوقات اليوم محاط بسياج غير مرئي يمنع من الدخول فيها إلا بالالتزام بخصائصها:
الدائرة الأولى: الدائرة الحمراء
وهي دائرة التخطيط، ورمزت لهذه الدائرة باللون الأحمر؛ لأن عليها مدار حياة الإنسان
وخصائص هذه الدائرة كما يلي:
زمن التخطيط:
وقت الصفاء الذهني وقلة المشغلات وانعدام المقاطعات.
مدة التخطيط:
من 20 دقيقة إلى 40 دقيقة تقريبًا (بشكل يومي) وبما تنقص هذه المدة مع الالتزام اليومي بالتخطيط
مكان التخطيط:
مكان منعزل وهادئ وخالي من المقاطعات، يمكن أن يكون غرفة في منزلك أو خلوة في المسجد، أو جلسة في مقهى، أو فوق رمال الصحراء أو على الشاطئ أو في أي مكان مناسب، فأنت أعرف بحالك.
مهمة التخطيط:
نظرة شاملة لحياتك، وتخطيط دقيق لعملك اليومي، ونقد لأعمالك السابقة وغربلة لها، وتثبيت المفيد منها، وإلغاء غير المفيد.
لوازم التخطيط:
ورقة وقلم وآلة حاسبة
آلية التخطيط:
1- اجعل دائمًا صديقك في هذا التخطيط الورقة والقلم، ولا تقل سأخطط ذهنيًا، فالتخطيط الذهني له عيوب كثيرة، ولا يؤدي غرض التخطيط بشكل مرضي.
2- اجعل لديك مسودة، وهذه المسودة، اكتب فيها كل عمل يَعرض في ذهنك، وترادوك نفسك لفعله، ولكنك متردد.
اكتب اسم العمل في أعلى الصفحة، ثم اكتب بكل تجرّد إيجابيات العمل على شكل نقاط، ثم أكتب بكل تجرّد سلبيات العمل على شكل نقاط، ثم وازن بينها بعقلانية لا بعاطفية، ثم اتخذ القرار.
وإن شئت بعد ذلك فمزّق الورقة.
ستكتشف أن الكتابة على الورقة بالتنظيم السابق يختلف كثيرًا عن التفكير العشوائي، ويعطيك صورة أوضح، ويقرّبك من القرار الصحيح المبني على دراسة منظّمة.
ومن الأشياء التي تتبيّن فيها هذا فائدة كتابة العمل وإيجابياته وسلبياته: المشروعات التجارية التي تدور في الذهن بين فترة وأخرى.
3- اعتمد لغة الأرقام، لا لغة العاطفة.
وإذا رجعنا إلى المشروعات التجارية مرة أخرى، فسنضرب هذا المثل؛ لإبراز أهمية الكتابة بدل التفكير الذهني العارض.
لو حمّسك أحد أصحابك، وقال لك: هذا الحي الذي تسكنه لا يوجد فيه حلاق، فلو فتحت محل حلاقة فستكون أحد الأغنياء، حينهما يبدأ الذهب الأصفر يلمع في مخيلتك، وتسمع في اذنيك بين فترة وأخرى رنين الذهب، وتداعب ذهنك أحلام الغنى، ثم تبدأ مباشرة في اتخاذ إجراءات فتح المحلّ.
بينما لو أحضرت ورقة وقلمًا، فستكتب بلغة العقل ما سيأتي:
+ عدد البيوت في الحي 200 بيت
+ كل بيت يوجد فيه 5 أفراد كمتوسط عدد
+ المجموع 1000 شخص 500 منهم رجال و500 نساء
+ إذن الذي سيحلقون على أكثر تقدير 500 شخص شهريًا إذا افترضنا أن كل شخص سيحلق مرة واحدة في الشهر كتقدير متوسط.
+ أجرة الحلاقة 5 ريالات × 500 شخص = 2500 ريال شهريًا
نأتي إلى التكاليف
- إيجار المحل 1000 ريال شهريًا
- راتب العامل 1500 ريال شهريًا
- مصروفات أخرى مثل مواد الحلاقة وفاتورة الكهرباء 500 ريال شهريًا
- المجموع 3000 ريال شهريًا
- النتيجة النهائية: 3000 – 2500 = 500 ريال خسارة شهريًا
إذن الورقة والقلم والتخطيط العقلاني أبطلت الأحلام الوردية والتفكير العشوائي وأزالت أثر تحميس المجتمع لهذا المشروع الخاسر.
طبعًا إذا أمسكت الورقة والقلم وكتبت عن المشروع السابق فيمكن أن تتوصل إلى نتيجة مختلفة، أنا لا ألزمك بالنتيجة السابقة، ولكن ضربتها كمثال توضيحي، فإذا ما توصلت أنت إلى نتيجة مختلفة فاعمل بالنتيجة التي توصلت إليها أنت لا أنا بطبيعة الحال، المهمّ في القضية طرد العشوائية وإحلال العقلانية ولغة الأرقام بدلها.
المواضيع المتشابهه 
موضوع مهم جدًا جدًا لحياتك (الدوائر الأربع) اقرأه حتى آخر قطرة 
العرض الشجري
