وذكرت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، أن إجراءات واشنطن سمحت للمسلحين في سوريا بإعادة ترتيب صفوفهم.
وأضافت زاخاروفا: "نأسف لقرار واشنطن وقف عمل مجموعات الخبراء في جنيف، وسحب الخبراء (العناصر الذين أرسلوا للعمل في مركز التنسيق المشترك مع روسيا) والاكتفاء فقط بمجال منع الصدام (قنوات الاتصال العسكرية لتجنب وقوع حوادث في أجواء سوريا)".
ومن جانبه، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، في وقت لاحق، أنه لا بديل عن الاتصال الروسي الأمريكي بشأن سوريا، قائلا: "لا بديل لاتصالات روسيا والولايات المتحدة بخصوص سوريا، وتعتبر موسكو قرار واشنطن بوقف استخدام قنوات الاتصالات الثنائية التي أنشئت للحفاظ على وقف إطلاق النار في هذا البلد الشرق أوسطي، أمرا مؤسفا".
وكانت الخارجية الأمريكية أوضحت أن القرار اتخذ بعد دراسة عميقة وصعبة، مؤكدة أن الوزير جون كيري أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف عن وقف الاتصالات.
وذكرت واشنطن على لسان الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، إليزابيث ترودو، أن قرار تعليق التعاون اتخذ بصعوبة بالغة قائلة: "لا يمكن الحديث عن أن هذا القرار قد اتخذ بسهولة".
وأكدت الخارجية الأمريكية أن واشنطن ستسحب أفرادها الذين كانوا يعملون في مركز التنسيق المشترك مع روسيا، مؤكدة أنها ستواصل استخدام قنوات الاتصال العسكرية مع موسكو رغم القرار المتخذ لتجنب وقوع حوادث في أجواء سوريا.
وأشارت ترودو إلى أن القرار لم يأت بسبب تعليق موسكو الاتفاق مع الولايات المتحدة حول معالجة البلوتونيوم.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد أصدر أمرا في وقت سابق من الاثنين بتعليق الاتفاق مع الولايات المتحدة حول معالجة البلوتونيوم بسبب خطوات واشنطن غير الودية حيال موسكو.
وفي نفس السياق أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تعليق الاتفاق مع واشنطن بشأن معالجة البلوتونيوم إجراء اضطراري وإشارة إلى أنها لن تتمكن من التعامل مع روسيا من منطلق القوة وبلغة العقوبات والإنذارات النهائية مع الحفاظ على التعاون مع روسيا في مجالات تخدم مصالح الولايات المتحدة، مؤكدا أن موسكو ستكون مستعدة لاستئناف العمل بالاتفاقية في حال غيرت الولايات المتحدة سياستها الخارجية.
تأتي كل هذه التطورات بعد احتدام المعارك في سوريا بين القوات الحكومية والمعارضة، لا سيما في حلب، حيث تفاقم الوضع وأصبحت الهدنة في مهب الريح، ووصل الأمر إلى تحذيرات روسيا للولايات المتحدة من غزو سوريا بعد أن أوصى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما جميع وكالات الأمن القومي بدراسة كل الخيارات ضد دمشق.