أنت ياهذا كيف تنصح هولاء الناس بما لايريدون سماعه ؟؟ بل ولاحتى التفكير فيه ،
ألا تعلم أنهم قد إعتادوا على ان يفكّر غيرهم لهم ! ألا تعلم أن الناس أعداء ماجهلوا ؟ لا تردد أن ماتقوله هو الصحيح فهو كذلك فعلاً !
ولكن لوأردنا الرجوع إلى ناحية الإيمان ألم تعلم عن نبي سيأتي يوم القيامة وليس معه أحد من قومه !! وقد نصح ونصح ونصح ولكن ( الجهل والكبر والعناد وكذلك " إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا " وأيضاً شياطين الأنس والجن ) هذا النبي الكريم لم يكن مايدعوهم إليه إلا الحق ، لكن الحق يناقض واقعهم بل يغير عليهم مفاهيمهم وإن كانوا في قرارة أنفسهم يعلمون أنه الحق من ربهم .
كيف بك اليوم تنصحهم في أمور دنياهم والإستعداد لما هو قادم عليهم بل يشاهدون بداية آثاره حتى من شهرهم هذا ، وأن يأخذوا الحذر بكل ماتعنيه الكلمة لكون من يثقون فيهم كل الثقة يكذبون عليهم كل الكذب ، ولايهمهم أمرهم أصلاً ، ولكنهم رغم ذلك يصدقونهم ويكذبونك بل يكذبون حتى واقعهم الذي سيزداد مرارةً يوماً بعد يوم ...
ألا تعلم أنك حين تنصحهم سيتهمونك في دينك فإن لم يستطيعوا ففي عقلك فإن لم ينفع هذا ولا ذاك فسوف يستعدون عليك من هو أشد منهم ؟
وحالهم كحال ذاك الطفل حين
نهره مَن هو أسن منه على أمرٍ فيه ضرره
قال
( والله أعلم عليك أبوي)
أما تقرأ في كتاب الله تعالى وأنت الذي تذكّر الناس به :
ألا تعلم أيها الناصح أنهم يتصيدون هفواتك لعلهم يجدون مايبررون لإنفسهم به عدم سماعهم نصحك .
هل تعلم أنّ أول الشاتمين لك هم من تنصحهم وحتى من تسربل منهم ـ زوراً وبهتاناً ـ بسربال الدين ـ ، والدين منهم برئ ، براءة الذئب من دم يوسف ، ولك في حديث أول ثلاثة تسعر بهم النار مايكفيك ، بل لك في الآية الخامسة من سورة الجمعة مايغنيك ، وكذلك الآية ذات الرقم مائة وخمس وسبعون في سورة الأعراف . مايكفيك كذلك .
ولاشك أن التكسب بالدين أمر غير جديد ، هذا مع الوجاهة في المجتمع وتسهيل الطلبات ، ولذلك كان عقاب هولاء الأفاقين أشد من غيرهم مع أنهم قد ينقلبون ذات يومٍ إلى حالٍ ثانية ، فلكل حالةٍ لبوسها لديهم مصداقاً للآية التاسعة من سورة البقرة ، ومن العجيب فيهم أنهم يسمع لقولهم لحسنه وهذا مصداق ماجاء في الآية
الرابعة من سورة ـ المنافقون ـ
ختاماً
إذاكان الأمر كذلك فمالك ولهم دعهم سيجدون مايوعدون ؟
ومع كل ماسبق فإن الحق أبلج ، والباطل لجلج ، والعاقل يعتبر بمن حوله ، ولايسلم عقله ، لمن يريد له فعلياً الهلاك ، بل لايهمه أمره أصلاً ، وكان في ذيل إهتماماته سابقاً ولاحقا ، بل إنه يسلك به كل طرق الهلاك دينياً ودنيويا .
وللجميع موقف بين يديّ الله تعالى ،
فليعد كل منّا للسؤال جوابا ، وللجواب صوابا ..