وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }
لما فتح الله مكة على نبيه – صلى الله عليه وسلم- خطب الناس وقال:
( إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض، ولم يحرمه الناس، وإن الله – جل جلاله- لم يحله لي إلا ساعة من نهار، وقد عادت حرمته اليوم كحرمته بالأمس؛ فليبلغ الشاهد الغائب)
وقال صلى الله عليه وسلم :
( إنه لا يحل لأحد أن يسفك فيه دما، أو يعضد فيه شجرة، ولا ينفر صيده، ولا يختلي خلاه، ولا تلتقط لقطته إلا لمنشد)، أي معرف.
فإذا كان الصيد والشجر محرمين فيه؛ فكيف بحال المسلم ؟
فمن باب أولى أن يكون تحريم ذلك أشد وأعظم وأكبر، فليس لأحد أن يحدث في الحرم شيئا مما يؤذي الناس لا بقول ولا بفعل،