أوفى من السموأل .
أصدق من أبى ذر الغفاري .
أدهى من قيس بن الزهير .
أبلغ من سحبان بن وائل .
أعـيا من باقل .
أخطب من قس .
أعز من كليب وائل .
أبخل من مادر .
أبصر من زرقاء اليمامة .
أحلم من الأحنف بن قيس .
***********************
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ أوفى من السموأل : السموأل : هو صموئيل بن عادياء. عاش في النصف الثاني من القرن السادس للميلاد، واصله من يثرب وعاش في تيماء .
اشتهر بالوفاء حتى ضرب فيه المثل ، فقيل: " أوفى من السموأل .
وهو شاعر جاهلي . نزل أبوه في تيماء على طريق القوافل من الحجاز إلى الشام ، بنى منزلا حصينا بالحجارة السود المتوفرة في تلك المنطقة البركانية ، ونثر بينها الحجارة البيض ، فدعي المنزل بالأبلق الذي ذاعت شهرته ومنعته. وقيل إن امرأ القيس الكندي وهو في طريقه إلى بيزنطة أودع السموأل دروعا وأسلحة خاف عليها أن تسرق في غيابه . فتقدم الحارث الغساني مطالبا السموأل بالدروع . فأبى سيد الحصن أن يسلمه الوديعة . فأسر الحارث ابنا للسموأل كان خارج الحصن وهدد بقتله إن لم يسلم الدروع . فرفض السموأل تسليمه الدروع مضحيا بابنه ومحافظا على وفائه ، حتى ضرب به المثل
فقيل : " أوفى من السموأل" .
أصدق من أبي ذر : أبو ذر الغفاري رضي الله عنه
(ما أقلت الغبراء ، ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر) .. حديث شريف .
هو جندب بن جنادة من غفار ، قبيلة لها باع طويل في قطع الطريق ، فأهلها مضرب الأمثال في السطو غير المشروع ، إنهم حلفاء الليل ، والويل لمن يقع في أيدي أحد من غفار.
ولكن شاء المولى أن ينير لهذه القبيلة دربها ..
أدهى من قيس بن الزهير : قيس بن سعد بن عبادة أدهى العرب لولا الإسلام " إن الجود شيمة أهل هذا البيت " حديث شريف انه الأنصاري الخزرجي ابن سعد بن عبادة زعيم الخزرج ، حين أسلم والده أخذ بيده إلى رسول الله " صلى الله عليه وسلم" قائلا : ( هذا خادمك يا رسول الله )000رأى الرسول "صلى الله عليه وسلم" فيه سمات التفوق والصلاح ، فأدناه منه حتى أصبح بمكان صاحب
أبلغ من سحبان بن وائل: من خطباء العرب .. سحبان وائل .
نشأ سحبان بن زفر بن إياد في الجاهلية بين قبيلة وائل من ربيعة، ثم دخل في الإسلام عند ظهوره، واتصل بمعاوية، فحسن موقعه لديه، واعتمد في يوم الكلام عليه. كان سحبان خطيبا غمر البديهة، قوي العارضة، متصرما في فنون الكلام، كأنما يتلو عن ظهر قلبه. وبه يضرب المثل في كل ذلك .
قدم على معاوية وفد من خراسان فطلب سحبان فلم يجده في منزله، فاقتضب من حيث كان وادخل عليه . فقال له معاوية: تكلم. فقال: أحضروا إليَّ عصا.
قالوا وما تصنع بها وأنت بحضرة أمير المؤمنين ؟ قال: ما كان يصنع بها موسى وهو يخاطب ربه .
فضحك معاوية وأمر له بها . فلما جاءته ركلها ولم ترق في نظره ، فجاءوه بعصاه، وخطب من صلاة الظهر إلى أن حان وقت العصر ما تنحنح ولا سعل ولا توقف ولا تلكأ ولا ابتدأ في معنى وخرج منه وقد بقي فيه شيء. فما زالت تلك حاله حتى دهش منه الحاضرون . فأشار إليه معاوية بيده فأشار إليه سحبان: لا تقطع علي كلامي ! فقال معاوية : الصلاة ! قال هي أمامك نحن في صلاة وتحميد ووعد ووعيد فقال معاوية أنت أخطب العرب قال سحبان: والعجم والجن والإنس.
وهذه الحادثة تدل على قوته وجرأته وغزارة بحره ، ومعرفته لقدره ، ولكن المأثور من خطبه قليل في جانب شهرته . ولعل خلوه من الجاه والرياسة ، وبعده عن الأحزاب والسياسة ، وطول خطبه ووحدة موضوعها صرف الرواة عنه ، كانت وفاته في خلافة معاوية سنة 54 هـ
أعيا من باقل : باقل أعيا أو أحمق العرب .
يقولون كانت أمه تلقنه أسمه طوال النهار وعند المساء ينسى من هو ولما يئست منه وضعت في رقبته قلادة مكتوب عليها أسمه وذات ليله حينما نام , لبس القلادة أخوه وعند الصباح رأى القلادة في رقبة أخيه فسأله متعجبا : أنت أنا فمن أكون أنا ؟
وكان قد اشترى ظبياً بأحد عشر درهماً فقيل له : بكم اشتريته ؟ ففتح كفيّه وفرّق أصابعه ، وأخرج لسانه يشير بذلك إلى أحد عشر , فهرب الظبي .
أخطب من قس : قس بن ساعدة الأيادي هو خطيب من أكبر حكماء العرب قبل الإسلام. رآه النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبيل البعثة يخطب الناس بسوق عكاظ وروى خطبته وعجب من حسنها وأظهر تصويبها ثم قال: (يرحم الله قسا أما إنه سيبعث يوم القيامة أمة وحده) .
ونسبوا إلى قس بن ساعدة قوله : " كلا بل هو إله واحد ، ليس بمولود ولا والد، أعاد وأبدى ، وإليه المآب غدا". وقوله : " كلا بل هو الله الواحد المعبود ، ليس بوالد ولا مولود" .
أعز من كليب وائل : هو كليب بن ربيعة بن الحارث ، وكان سيد ربيعة في زمانه ، وقد بلغ من عزه أنه كان يحمي الكلأ فلا يقرب حماه ، ويجير الصيد فلا يهاج ، وكان إذا مر بروضة أعجبته أو غدير ارتضاه كنَّع كليباً ثم رمى به هناك ، فحيث بلغ عواؤه كان حمىً لا يرعى ، وكان اسم كليب بن ربيعة وائلاً ، فلما حمى كليبه المرمى الكلأ قيل : أعز من كليب وائل ، ثم غلب عليه هذا الاسم حتى ظنوه اسمه ، وكان من عزه لا يتكلم أحد في مجلسه ، ولا يحتبي أحد عنده .
أبخل من مادر : هو رجل من بني هلال بن عامر بن صعصعة وبلغ من بخله أنّه سقى إبله فبقي في أسفل الحوض ماء قليل فسلح فيه ومدر الحوض به فسمي مادراً لذلك واسمه مخارق .
أبصر من زرقاء اليمامة : وهي من بنات لقمان بن عاد واسمها عنز وكانت تبصر الشيء من مسيرة ثلاثة أيام ، زرقاء اليمامة هي امرأةٌ مشهورةٌ بحدّةِ البَصَر (قوّة النَّظر)، وكانت تعيشُ في اليمنِ في منطقةِ اليمامة.
كانت لقوَّةِ بصرها (سبحان الله) تُبصرُ الشعرة البيضاءَ في اللبن، وتستطيعُ أن ترى الشخص المسافر على بُعدِ ثلاثة أيَّام (أي من مسافة 100ميل تقريباً) وكانت تُنذر قومَها من الجيوش إذا غزتهم (أي إذا أرادوا أن يهجموا على قبيلتها) فلا يأتيهم جيشٌ إلا وقد استعدُّوا لهم.
فقد استفاد منها قومُها كثيراً.
وذاتَ مرَّةٍ ، أرادَ العدوُّ أنْ يهجمَ على قبيلتها، وقدْ سمِعَ بقدرةِ زرقاء اليمامة على الإبصار الشديد ، فعملَ حيلةً حتَّى يزحفَ على قومِها دون أن تشعر هذه المرأة ، قطع العدوُّ شجراً امسكوه أمامهم بأيديهم وساروا. ونظرت الزرقاء فقالت : إنِّي أرى الشجرَ قد أقبلَ إليكم . فقال قومُها (وقد سبق القدر) لقد خَرِفْتِ ، وضعفَ عقلُك، وذهبَ بصرُك . فكذَّبوُها.
وفي الصَّباح هجمَ عليهم العدوُّ.. وقتلوا زرقاء . وقوّروا عينيها فوجدوهما غارقتين في الإثمد من كثرةِ ما كانت تكتحل به ، لذلك صار هذا المثل يُضربُ لكلِّ من كان بصرُهُ حادّاً .
أبْصَرُ مِنْ زرقاءِ اليمامة
أحلم من الأحنف بن قيس : الأحنف بن قيس من حكماء العرب ويشتهر بالحلم وهو زعيم قومهوكان يقال له أحلم العرب .
ذات مرة شتمه رجل أعرابي فأشاح عنه الأحنف فلحقه الرجل وأخذ يزيد في شتمه وسبه والأحنف لا يرد عليه إلى أن وصلا قريبا من قومه أي قوم الأحنف
فالتفت الأحنف إلى الرجل وقال له يا هذا ، قد أكثرت وإنا قد قربنا من بني قومي وأخشى عليك أن يسمعوك فيقعوا فيك فانصرف يرحمك الله ، فاستحى الأعرابي وولى .
تولى الأحنف بن قيس ولاية بني تميم ، فجلسوا في مجلس يسمرون، فقال رجل منهم: هل رأيتم الأحنف غضب في يوم من الأيام؟ . قالوا: والله ما رأيناه قد غضب في يوم من الأيام، فقال : فما لي إن أغضبته ؟ فأعطوه شيئاً من المال ، فدعا رجلاً سفيهاً من سفهاء بني تميم ، وقال : خذ هذه الجائزة واذهب إلى الأحنف بن قيس ولا تكلمه ، وإنما الطمه على وجهه ، فإذا قال لك : مالك؟
فقل : إني سمعت أنك تتعرض لي وتسبني وتغتابني ، فذهب وإذا الأحنف بن قيس جالس في مجلس بني تميم فتعرض له ذاك السفيه فضربه على وجهه ،
فقال له الأحنف : مالك ؟ قال : سمعت أنك تعرضت لي وسببتني وشتمتني ، قال : من أخبرك ؟ قال: أخبرني فلان بن فلان ، قال : ماذا قال ؟ قال اذهب إلى سيد بني تميم فلان فاضربه ،فقال الأحنف : أنا ليس بسيد بني تميم ، إن سيد بني تميم جارية بن قدامة " سيد آخر لكنه يغضب من الريح إذا مرت" فذهب إليه وهو في مجلس آخر ، فانطلق هذا السفيه ، ثم أتى جارية بن قدامة فضربه على وجهه ، فقام جارية بن قدامة ومعه سيفه فضرب يد الرجل فأنزلها في الأرض . وهذه مشهورة عن جارية بن قدامة ؛ لأنه من أحدِّ الناس، ومن أغضب الناس.