النقد في المجالس (السياسي والاقتصادي والاجتماعي) له فوائد، منها:
1- تغيير الرأي العام مع الوقت إلى الأصلح
2- وصول الرأي المفيد إلى أفراد مؤثرين؛ لأن بعض تلك المجالس تحوي أناسًا مؤثرين، أو تحوي بعض الجالسين الذين يستطيعون إيصال الرأي إلى أناس مؤثرين.
3- إنضاج الرأي، فالرأي الذي تتداوله فئات من الناس ينضج مع كثرة التداول وتنوّع المتداولين.
4- تخفيف الاحتقان حول بعض القضايا التي تشغل البال وتكدّر الخاطر، وهذه مسألة تقتصر فائدتها على الفرد وعلى الجهات المنقودة.
ولكن لابد أن نجتنب في هذا النقد عدة أمور؛ ليؤدي النقد دوره على الوجه الأكمل:
1- الغيبة لبعض الجماعات والأفراد.
ويستثنى من ذلك ما دعت الحاجة إليه أو جاء الإذن فيه، كما قرره العلماء في كتبهم، مثل غيبة المجاهر بالمعصية.
2- تهييج الرأي العام على الحكومات المسلمة، خصوصًا إذا غلب عليها جانب الخير، وإن وجد منها بعض القصور والأخطاء والتجاوزات.
ولتجنب ذلك: لابد أن يخلط مع النقد بيان أوجه الخير في الجهة المنقودة والتحذير من الخروج على ولي الأمر أو معصيته في غير معصية الله.
وإذا كانت المصلحة في إيصال هذه الرسالة سرًا إلى وليّ الأمر واستطاع الناصح فعل ذلك فهذا أولى من الإعلان بها.
وهذا عام في النصح لكل الناس، فالسرّ أولى بالقبول من العلانية، وإذا كانت المصلحة في النصيحة علانية فلا بأس بها مع ولي الأمر أو غيره، مع الالتزام بما سبق بيانه.
3- إبداء الرأي أو تأييده مع عدم الإلمام الكافي بالمسألة المطروحة، فتنتشر الشائعات، والآراء الخاطئة، والاتهامات الظالمة، وربما تتغيّر الأمور إلى الأسوأ بناء على آراء خاطئة من أناس غير مختصين، تكلموا بجهل أو أيّدوا بعمى.
والعاقل لابد أن يكون له واحد من ثلاثة مواقف: أولها: أن يكون عالمًا بالأمر فيتكلم أو يؤيد، وثانيها: أن يكون جاهلاً به فينتظر حتى ينظر ويتأمل، وثالثها: أن يكون متحيّرًا فيتوقف.