كثيراً ما ترددت هذه الجملة المغرية للحث والاجتهاد والعمل على أذهاننا .. وإن كان المفهوم لدينا .. بين العلم والحجر .. والنقش .. والصغر .. كلمات متفرقة تشكلت حولها معاني الشاشة الفضية منذ بداية التمدن للبدو والخطوة الأولى نحو التفتح الذهني المغلق ..
منه وإلى الجيل الذي يعشق الساعات الأولى من يوم الخميس بالذات .. وينتظر الأفلام الكرتونية بفارغ الصبر .. بل وربما تؤجل أمورالعلم والنقش والحجر .. إلى حين انتهاء البرنامج الكرتوني .. الذي نستوعب كل تفاصيله .. بعكس الكراريس التي نحفضها خوفاً من القلم وإبترامه بين الأصابع وفركة الأذن والمدرس المرعب ..
وبالرغم من التعلق الشديد بالأفلام الكرتونية .. ومشاهداتها .. وقلة الثقافة التربوية عند أغلب أهالينا الذين لم يبتعدوا عن حياة البادية كثيرا لذلك لن تكون المدرسة أكثر مهماتهم .. وغير ذلك من اشغال الحياة التي تبعدهم عن مراقبة أبنائهم ..رغم الفرق الشاسع بين الحياة القديمة والحديثة من حيث البركة في الوقت على أقل تقدير ..
نحن ذلك الجيل ..
مالذي نستطيع .. أن نقوله .. لأنفسنا أولا .. قبل أن نقول للأجيال التي تنظر إلينا شاءت أم أبت على أننا جيل سابق لديه القدرة على تحديد مسارات الخطأ من الصواب وتحليل الأمور المبهمة والنهي والأمر والنصح .. وربط الواقع بالماضي من أصالته وثوابته التاريخية ..
ترى هل باستطاعتنا .. كل ذلك ..
مع كل ما لدينا من ثقافة مكرتنة إن صح التعبير .. والتي عدت على رؤوس الفكر وأرباب العقول الراجحة والرقابة المزعومة في كل مساوئها لأفكارنا التي لم نكتشف سوءها إلا بعد أن مضت السنين وأخبرتنا الأيام ..
مالذي يمنعنا من تثبيت الرواسخ التاريخية المنيرة في عقول أبنائنا .. وتنشيط أفئدتهم بكل ما يرتفع بهم عزة ومنهجا من الماضي التليد .. وليس ذلك بعسير .. إلا أننا أمة نحب أن نستهلك حتى .. " باباي "
أن أطفالنا وهم جيل الغد المنتظر والذي سيسترد الكرامة والكلمة والأرض المسلوبة من كيان أمتنا فهل يكون هذا الأساس كرتونياً .. وكرتونيا مستورداً ..
ولكي لا أطيل أكثر .. أيها الأب أسأل طفلك عن الشخصيات الكرتونية وانتظر إجابتة .. أعتقد بل .. أجزم .. أنه سوف يجيبك بكل يسر وسهولة عن تلك الشخصيات المصطنعة وأفعالهم المشينة .. إن نحن فهمنا المراد منها ..
ثم عد وأسأله مرة أخرى عن اسم جدك أنت .. ربما .. ربما .. وإن أجاب .. فبعد أن يتكأ كأ قليلاً .. فكيف نريد منهم أن يخلفوننا .. ونحن لم نستطع أن نأخذ حتى نعطي إلا أمور القبلية وأن لنا من المجد والعز والسؤدد .. ما كان وكان .. حتى يتوهم أحدنا أنه مخلوق من عجينة طين لم يخلق غيره وآباؤه منها .. وينسون أن الفخر في الأنساب يأتي بعد التثبيت الديني .. والتأسيس العقدي ولاء وبراء .. وأن الأفضلية هي أفضلية دين .. ثم يأتي النسب من غير انتقاص لكل من يباريك الفخر .. وليس الكمال إلا لصاحب الجلال سبحانه وتعالى ..
تعليـــق
أعلم أنني أقول أموراً ربما تكون في نظر البعض .. خيالية .. وينشد بينه وبين نفسه أنت أولنا .. سأقول : نعم .. أنا لن أدعي المنهجية وأن الذي أقوله أطبقه بين أبنائي .. إلا أنني أريد أن أعرف أمراً واحــداً ...