دفعت حالة الركود الشديد والتي يعانيها سوق السيارات بالمملكة، العديد من المعارض إلى إعلان إغلاق أبوابها، في ظل تراجع كبير في نسب الشراء، لا ينفصل عن الظرف الاقتصادي الذي تمر به المملكة، بحسب خبراء استطلعت آراءهم. واعتبر الخبير الاقتصادي، فايز الحمراني، التراجع الحالي في الأسعار أمرًا طبيعيًا، مبينًا أن مرحلة الركود الحالية تشمل العديد من القطاعات وليس السيارات فقط.
وبين الحمراني أن رفع الدعم عن الطاقة أثر بشكل شبه مباشر على جميع القطاعات الاقتصادية؛ تزامنا مع شح السيولة في الفترة من أبريل إلى أغسطس الماضيين نتيجة ضعف الإنفاق الحكومي.
وأضاف أن المنافسة المحمومة بين وكالات السيارات الرئيسة في تقديم تخفيضات ومزايا جديدة لعملائها استهدفت المحافظة على الحصص الخاصة بها في السوق؛ ما أدى إلى تراجع الأسعار.
ونصح الحمراني المستهلك باستغلال العروض الحالية بالسوق؛ لأن "الأزمات تصنع الفرص"، داعيًا الراغبين في البيع إلى الانتظار حتى تتحسن السوق في ظل العروض القوية.
من جهته، وصف محمد السواط (صاحب معرض) سوق السيارات في الوقت الحالي بـ "شبه المشلول"، موضحًا أن استمرار الحالة الراهنة يعني اضطرار بعض أصحاب المعارض لبيع السيارات بأسعار بخسة، حسب وصفه.
وأوضح السواط أن حالة الركود لم تقتصر على أنواع السيارات الجديدة، وإنما شملت المستعملة بكل أنواعها؛ حيث قلّ الطلب على شرائها خلال الفترة الماضية بنسبة عالية؛ ما أثر سلبا على كثير من ملاكها.
وتوقع خالد الثبيتي (أحد رواد المعارض) انخفاضا جديدا في الأسعار؛ خاصةً للسيارات ذات الأحجام الكبيرة والمتوسطة، في ظل ارتفاع تكاليف أسعار الصيانة وقطع الغيار، الأمر الذي دفع بعض المستهلكين لشراء سيارات صينية جديدة بحجم صغير، بسبب كونها اقتصادية في استهلاك الوقود وأسعارها المعقولة. أما المواطن أحمد الشنبري فقال إن انخفاض مبيعات السيارات يعود إلى انتشار المواقع الإلكترونية التي يستطيع المواطنون، من خلالها، عرض وبيع وشراء السيارات دون اللجوء للمعارض.
فيما عزا المواطن معيض الخديدي انخفاض أسعار السيارات إلى ضعف القوة الشرائية بشكل عام، واتجاه بعض المستهلكين إلى شراء سيارتهم بالتقسيط، والبعض الآخر إلى مقاطعة شراء السيارات منذ فترة.