حذر الشيخ حمد العتيق مدير مكتب الدعوة بالرياض والامام والخطيب في المملكة العربية السعودية ان ما يحدث في العالم العربي يشكل خطراً كبيراً على دول الخليج، لاجتماع اعدائه في هذه الساعات الحرجة، مكونين ثلاث حلقات رئيسية وهم «الصفوية» من جهة و«الغرب» من جهة اخرى، و«الاخوان المسلمين» الذي يحاولون السيطرة على دول الخليج من خلال رفع شعار المشروع الاسلامي.
وقال الشيخ العتيق للاعلامي احمد الفهد في برنامج «اليوم السابع» على شاشة «تلفزيون الوطن» ان الاخوان خدعة سياسية انتقلت من مصر الى باقي الدول العربية والاسلامية، مؤكداً انهم لا يسعون الى تطبيق الشريعة، وانما الوصول الى الحكم لامتلاكهم مخططاً قديماً من ايام حسن البنا يسعون الى تحقيقه عن طريق «الغاية تبرر الوسيلة» وبالتالي تحالفوا مع الصفويين، والغرب ضد انظمة الخليج بهدف اسقاطها وليس اصلاحها.
واشار العتيق الى ان ملتقى النهضة عبارة عن مخطط لازاحة انظمة الخليج عن طريق النفخ في الاخطاء وستر المحاسن وستر الملاءات التي ستحدث مستقبلاً سائلا: هل يعتقد احد في الخليج ان انظمته ستوافق على ان تسلم الحكم الى غيرها اذا قامت الثورات؟!
وطالب العتيق – خلال اللقاء - بأن يكون الاصلاح بالطريقة الشرعية دون احداث فتن ولا ثورات ولا النزول الى الميادين، مشيرا الى ان جمعية احياء التراث حادت عن منهج السلف عند خروج بعض اعضائها الى ساحة الارادة في الكويت، مرجعا ذلك الى ان الذي ينادي بالخروج على الحاكم للضغط عليه خرج منهج السلف.
وفيما يلي مزيد من تفاصيل الحوار:
ما يحدث في العالم العربي يشكل خطرا على الخليج لاجتماع اعدائه في هذه الساعات الحرجة وهم الصفويون من جهة والغرب الذي يريد ان يضعف العالم الاسلامي من جهة اخرى فضلا عن التيارات التي تحاول السيطرة على دول الخليج، رافعة المشروع الاسلامي، ومن الممكن ان يسيطروا على كثير من البلاد بالتعاون مع الغرب نفسه، وبالتالي تمتد انظارهم الى الخليج، وبتعاون الحلقات الثلاث: الصفوية والغرب والاخوان المسلمين يصبح الخطر كبيرا.
واشار العتيق انه مخطط قديم فدخول الاخوان المسلمين والاطماع الايرانية والغربية في دول الخليج من قديم الزمان، واحتلال الصفويين للجزر الاماراتية وحديث الشيخ يوسف القرضاوي للامارات للتراجع عما اتخذته من اجراءات ضد هذا التيار يؤكد انه مخطط قديم، ولكنهم يستغلون الاحداث الموجودة في العالم العربي لتنيفذ اجندتهم.
خدعة سياسية
ووصف العتيق الاخوانية بانها خدعة سياسية معتبرا ان الاخوان المسلمين يرفعون شعار الدين وانهم يريدون الحكم بالشريعة ويستقطبون الناس بهذه الطريقة ولكن الواقع والظاهر يؤكدان عكس ذلك تماما.
وقال العتيق: «ان حسن البنا عندما انشأ هذا التيار في مصر لإعادة الخلافة الاسلامية وقعت على اثرها احداث كثيرة في مصر، منها التعرض لقيادات البلد، وقتل النقراشي ما ادخل التنظيم السجون، وتوزع في العالمين العربي والاسلامي.
ودلل العتيق على ان الاخوانية خدعة سياسية وليست مذهبا دينيا بعدة نقاط اولاها: اذا كان تيارا اسلاميا يدعو الى الحكم بالشريعة كان حرص على تأسيسه كل انسان عاقل من المسلمين، ولكن الذين قاموا على التنظيم في بدايته منهم نصارى!
شهادات
وذكر العتيق بعض الشهادات من قيادات الاخوان ومنهم محمود عبدالحليم عضو اللجنة التأسيسية للاخوان المسلمين وهو من اوائل المبايعين لحسن البنا في كتابه «الاخوان المسلمين.. احداث صنعت التاريخ الذي تحدث عن علاقة حسن البنا بالنصارى»، وقال: «فقد كان حسن البنا له اصدقاء من مفكري الاقباط وذوي الثقافات الواسعة منهم حتى عندما كون في عام 1946م لجنة استشارية للشؤون السياسية للاخوان المسلمين ضم الى اعضائه بعض كبار الساسة من الاقباط وكان منهم وهيب دوس عضو مجلس الشيوخ آنذاك.
واضاف العتيق: وكذلك يؤكد عبدالمتعالي جبري وهو من كبار الاخوان المسلمين وعاصر حسن البنا، اذ يقول «فمن المركز العام للاخوان المسلمين كانت قد شكلت لجنة سياسية مكونة من وكيل الجماعة وعضوية وهيب دوس المحامي ولويس فانوس نائب انبوب بمحافظة اسيوط ومنهم ثلاثة من كبار الاخوان»، ويقول يوسف القرضاوي في كتابه «الاخوان المسلمون 70 عاما في الدعوة والتربية والجهاد».. يقول «علاقتنا بالاقباط كانت ولاتزال طيبة وعلى مدى السنوات السبعين الماضية، ومنذ نشأت الجماعة لم يقع حادث يعكر صفوها، وكان للامام حسن البنا مستشارون من الاقباط، وكان عدد من الاقباط حريص على حضور محافل الجماعة، وحين ابعد الامام حسن البنا الى قنا كتب القساوسة هناك مذكرات الى الحكومة تنصفه».. مما يؤكد انه في المجلس التأسيسي للاخوان المسلمين يوجد نصارى، وكان من المفروض ان كل جماعة تدعي انها تنتسب للاسلام ينبغي ان تسير وفق سنة النبي «ص» الذي كانت طريقته مختلفة مع هؤلاء لانهم لا يؤمنون، فكيف يدخلون من الأساس بين الحزب، ما يؤكد انها ليست حركة ترفع شعار الحكم بالشريعة انما هي خدعة سياسية.
وتابع العتيق: ان حركة الاخوان المسلمين ترفع شعار القضية الفلسطينية فأين هذا الشعار الآن في ظل الاحداث الراهنة، فيما يسمى بالربيع العربي، ووصول الاخوان المسلمين الى سدة الحكم في بعض الدول، ما يبين انهم يستغلون شعار الدين لتنفيذ اجندتهم، مؤكدا انهم يتاجرون بالقضية الفلسطينية، مدللا على ذلك بغيابها من اجندتهم الحالية بعد وصولهم الى سدة الحكم، مبينا انهم كانوا يستميلون عواطف الناس بعدة طرق منها قضية تحرير فلسطين، وجمع التبرعات لها، وجلد الحكام العرب بسبب تخاذلهم عن نصرة القضية الفلسطينية، والقضية الاخرى الجهاد في سبيل الله ضد الكفار والمعتدين، وكانوا يستميلون الناس بان الحكام متسلطون عليهم، وبعد وصولهم الى سدة الحكم أين هم من هذه القضايا؟! بل بالعكس مدوا الجسور مع امريكا والغرب!!
واستطرد العتيق: «وفي مسألة الجهاد كانوا يرون في السابق ان الاستعانة بالكافر كفر اكبر يخرج عن الملة، ويوجب الجهاد في سبيل الله، حتى وان كان المسلمون مضطرين الى ذلك، مثل قضية تحرير الكويت عندما اضطر المسلمون للاستعانة بالغرب لاخراج المعتدي اذ عارض الاخوان المسلمين تدخل القوات الاجنبية مع انه كان من باب الضرورة اما اليوم فهم الذين يطالبون بالاستعانة بالغرب من اجل سورية وليبيا، وبالتالي تغيرت مفاهيمهم وانقلبوا عليها.
منظِّر الاخوان
وحول تصريح الشيخ يوسف القرضاوي، قال العتيق: انه اصبح منظِّر الاخوان المسلمين في العالم العربي بل منظر الثورات في الربيع العربي، والذي حمله على شن الغارة على الامارات وجود مشاكل لديها، فكل البلاد بها مشاكل، وكذلك البلاد التي يوجد بها القرضاوي لديها مشاكل، فلماذا يوجه سهامه الى الدول الاخرى ويسكت عما عنده؟! وبالتالي يثير الشبهة خاصة في تعامله مع الصفويين الذين لهم مخطط للسيطرة على الخليج.
واضاف العتيق: القرضاوي يرى انه لا توجد دولة للاسلام قائمة الا دولتين الاولى دولة ايران الصفوية، والثانية دولة السودان، فهو يعتبر الثورة الاسلامية في ايران التي قادها الامام الخميني وانهت حكم الشاه واقام دولة الاسلام في ايران، وكان لها تأثير على الصحوة الاسلامية في العالم، وبث الامل فيها بالنصر الذي كان يعتبره الكثيرون من المستحيلات على حد كلامه، اما الثورة الاخرى فهي ثورة الانقاذ الاسلامية في السودان.
وتابع العتيق: ما الذي جناه الاسلام والمسلمون من هاتين الدولتين، فالثورة الايرانية نشرت التشيع بالاموال في العالمين العربي والاسلامي، والصراع بين العرب والمسلمين، كما يحدث في اليمن عن طريق الحوثيين، وفي لبنان عن طريق حزب الله، وفي العراق عن طريق الميليشيات التابعة لايران، وفي سورية عن طريق فرعهم هناك، وبالنسبة للثورة الثانية قسمت السودان الى دولة عربية مسلمة في الشمال ودولة نصرانية في الجنوب.
واشار العتيق الى ان الاخوان المسلمون يتشكلون ويتغيرون حسب الاحوال وليسوا على وتيرة واحدة مدللا على وجود صور القرضاوي مع الزعيم الليبي الذي قتل معمر القذافي، والرئيس السوري بشار الاسد متسائلا: هل القذافي والاسد يختلفان قبل وبعد الربيع العربي؟!.. مشيرا الى ان الدكتور سلمان العودة يحضر نفسه ليكون خليفة يوسف القرضاوي قال: «ان النظام الليبي مرشح ليكون النموذج الذي يحتذى به في علاقة القائد بالرعية وانقلب بعد قيام الثورة الليبية».
وقال العتيق ان سلمان العودة هو الامين المساعد للقرضاوي في الاتحاد العالمي للاخوان المسلمين وليس الاتحاد العالمي للمسلمين، لان الاخوان المسلمون يحتاجون الى صبغة شرعية وفتاوى لتمرير مشروعهم، فاستخدموا هذا الاتحاد لتمرير مشروعهم، وبالتالي تجد معهم بعض الصفويين في هذا المجلس وكذلك بعض السلفيين في هذا الاتحاد الذي يعتبر الذراع الشرعية للاخوان المسلمين، وبالتالي اطلق عليه مجلس علماء الاتحاد العالمي لعلماء الاخوان المسلمين.
وقال العتيق: «ان الاخوان المسلمين يصفون الذين ينصحون الزعماء بانهم لاعقي احذية السلطان وهم الذين ينطبق عليهم ذلك في الواقع، وهناك العديد من المشايخ الذين ذهبوا الى القذافي ودعوا له واثنوا عليه مثل د. محمد العريفي عندما شارك في جائزة عائشة القذافي لحفظ القرآن وكذلك سلمان العودة، والذي يتبعه د. العريفي عبر هو اثارة الناس على بعض القضايا، ومنها الانتحار الذي اصبح ميزة، اذ قال ان الشاب الذي حرق نفسه في تونس مظلوم بدل ما يقال ان هذا الشاب ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب، وبالتالي اقول للعريفي: نحن لسنا بحاجة الى المزايدة والاثارة بل بحاجة الى الاصلاح».
وذكر العتيق ان الشيخ د. صالح الفوزان عضو اللجنة الدائمة للافتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال انه من خالف نهج الرسول واصحابه من الفرق الضالة وهو يقصد بذلك جماعة الاخوان المسلمين، وكذلك له فتوى تقول «رأيي في الاخوان المسلمين انهم حزبيون يريدون التوصل الى الحكم ولا يهتمون بالدعوة الى تصحيح العقيدة ولا يفرقون في اتباعهم بين السني والبدعي وما جاء في الكلام الشفهي عني فهو سبق لسان لا يغير من رأيي فيهم شيئاً».
واضاف العتيق ان الشيخ ناصر الدين الالباني يرحمه الله قال: «ليس صوابا ان يقال ان الاخوان المسلمين هم من اهل السنة لانهم يحاربون السنة».
في الخفاء
وحول وجود الاخوان المسلمين في السعودية قال العتيق: «ان الناس يشككون في انه قد يوجد افكار لهم في السعودية لكن لا يوجد تنظيم، وهذا غير صحيح لان «الاخوان المسلمين» غزوا العالم كله فهل السعودية تختلف عن العالم؟!.. وما الذي يجعل السعودية لا يكون بها تنظيم للاخوان المسلمين؟!.. والاخوان المسلمون صرحوا بانفسهم انه يوجد تيار وتنظيم لهم في السعودية».
وتساءل العتيق: لماذا لا يبرز هذا التيار اسمه في السعودية لان التنظيمات الحزبية غير مصرح بها في السعودية، وبالتالي يعمل في الخفاء ويقول «انا سلفي ولكن»، لافتا الى ان الاخوان المسلمين يعظمون الجماعة ورؤساءها وينشرون فكر الجماعة ويدافعون عنها ويسلكون طريقتها في الدعوة الى الله.
واشار العتيق الى ان الاخوان اليوم يطالبون بالديموقراطية بدلا من تطبيق الشريعة التي كانوا يطالبون بها في السابق، لانهم يطالبون بتغيير الواقع وليس اصلاحه.
مهما كان هذا الواقع بدرجة كبيرة من الصلاح، فالسعودية ترفع راية تطبيق الشريعة والحكم بالكتاب والسنة والدعوة الى المعروف والنهي عن المنكر والقضاء الشرعي، فإذا قارنا هذا النموذج نموذج النهضة في تونس تجد الغنوشي يقول «لم امنع البكيني ولا الخمور لأنها ترجع الى الحرية».. و«ينتقد المملكة العربية السعودية لأنها تفرض الحجاب، ما يحول المجتمع الى منافقين».
وتابع العتيق ان النفاق وجد في المدينة لأن الحرية لم تكن متاحة للجميع، وبالتالي اذا كانت الحرية متاحة فلا يوجد شخص منافق لأنه ستتاح له حرية الرأي وسيسب الله والنبي «ص» ويعلن بكفره، وبالتالي اما ان النبي «ص» كان مخطئا في تطبيق الشريعة وفرضها على الناس حتى وجد بعض المنافقين الذين يستترون بنفاقهم أو ان يكون طارق السويدان ويوسف القرضاوي وامثالهما الذين يدعون بالحرية من الاخوان المسلمين هم المخطئون.
نظرية المؤامرة
وحول مؤتمر النهضة وما اذا كان مخططا لازاحة انظمة الخليج، بيّن العتيق انه يوجد العديد من الناس لديهم غلو في نظرية المؤامرة أو عندهم غلو في نفي المؤامرة، مشيرا الى ان مؤتمر النهضة عبارة عن فرع لاكاديمية التغيير النمساوية التي كانت في لندن ولها افرع في دول الخليج، وكان الذي يقودها زوج ابنة د.يوسف القرضاوي، واقاموا دورات تدريبية للاخوان في تونس ومصر، وللخليجيين.
وقال العتيق: وبالتالي علينا ان ننتبه لهذه المؤامرة، فهم ينفخون في الاخطاء ويعملون على ستر المحاسن في بلادنا، وستر الملاءات، وما سيحدث مستقبلا اذا طوعناهم، فهل يعتقد احد في الخليج ان انظمته ستوافق اذا قامت الثورات ان تسلم الحكم الى غيرهم؟! قطعا لا.. ما سيحدث هو صدام، وبالتالي هم يدرسون كيفية التعامل مع هذا الصدام في ملتقى النهضة، عن طريق كيفية مواجهة الشرطة والقبض عليها والتحقيق معها، واريد ان اقول: هل يحب شخص ان يحصل لنا مثل ما حصل في ليبيا من وقوع ضحايا اكثر من 100 الف شخص حسب تقديرات المجلس الانتقالي، وكانت النتيجة ان اول من تطأ قدماه البلد بعد سقوط طرا، هو ساركوزي رئيس فرنسا، وكاميرون رئيس وزراء بريطانيا، متسائلا: من الذي دعاهم الى ذلك؟ هل حبا في سواد عيون المسلمين؟!..
السمع والطاعة
وما إذا كان يجوز نصح الحكام من خلال وسائل الاعلام، اوضح العتيق انه يحب ان يعرف الناس ان علماء اهل السنة يدعون الى السمع والطاعة والنصح للمسلم، وجميع الإنكارات الواردة عن السلف كانت امام الحاكم، لا ان يثيروا الناس من خلفه، لأن اثارة الناس تؤدي الى بعدهم، وبالتالي نطلب ان يكون الاصلاح بالطريقة الشرعية ومن غير فتنة ولا ثورات.
وبالتالي هؤلاء الذين خرجوا في مصر، من الذي ربح، ربح الساسة اما الذين نزلوا ميدان التحرير؟!، وهل اغتنوا بعد الفقر، هل حصلوا على الوظائف أم المسألة تزداد من سيئ الى اسوأ؟!.. لافتاً الى ان خروج بعض اعضاء جمعية احياء التراث الى ساحة الارادة حادت عن منهج السلف لأن الذي ينادي بالخروج على الحاكم والضغط عليه خرج عن منهج السلف.
واختتم العتيق كلامه موجها دعوة الى العالمين العربي والاسلامي والاخص دول الخليج ان يرجعوا الى الله سبحانه وتعالى لأن اعظم سبب الى الامن ولزوال الفتن هو الرجوع الى الله سبحانه وتعالى، لأنه صمام الامن لبلادنا، اضف الى ذلك الصبر وعدم الخروج، وهما افضل من الثورة.