اخواني الكرام سبق وان عرضت عليكم مشكلة صديق لي مع اخوانه واخواته العاقين بوالديهم وكان دائم الشكوى لي منهم ومن تصرفاتهم ومن مقاطعتهم وتقصيرهم خصوصا بحق أمهم المريضة منذ سنوات وانه هو الوحيد من بينهم الذي يساعد والده في رعايته لأمهم المقعدة والعاجزة عن الحركة وهو الذي يرافق معها لفترات طويلة في المستشفيات وهو الذي يرافق معها في البيت ويرعاها وهو الوحيد الذي يدخلها اعزكم الله للحمام لقضاء حاجتها وينام عندها في غرفتها ويتحمل التعب والسهر لأجل امه ولأجل ان يريح والده من مشقة مراعاة والدته المقعدة خصوصا ان الاب كذلك كبير في السن ولايستطيع وحده ان يتحمل مسئولية ذلك ...
وبسبب والدته وما حدث لها من ظروف صحية أدت الى عجزها عن الحركة وعن خدمة نفسها وبعد سنوات من التخاذل والتطنيش وعدم المبالاة من اخوانه واخواته وعقوقهم لامهم وابيهم قام بالتفاهم مع كل اخوانه واخواته لكي يتحملوا المسئولية معه وان لايتركوه وحيدا خصوصا انهم والديهم ايضا ولهم حق عليهم مثلما لهم حق عليه وحاول ان يقسم الايام بينهم بحيث ياتي كل واحد في وقته المحدد ويبيت عند والدته ويقوم برعايتها والنوم عند اقدامها وايصالها للحمام كل ماطلبت ذلك ورعايتها بكل ماتحتاجه وتقديم الدواء لها في موعده الا انهم تهربوا من ذلك فبعضهم لاياتي الا للزيارة فقط كل يومين او ثلاثة وذلك لنصف ساعة فقط ثم يذهب لمنزله وبعضهم لاياتي الا في الشهر مرة واحدة فقط بل حتى البنات لاياتون الا للزيارة فقط ولمدة قصيرة لاتتجاوز الساعة احيانا ثم يذهبن بحجة ان لديهن ابناء في المنزل مع العلم ان اصغر ابناءهن يدرس في الصف 3 متوسط وليس لديهن اطفال صغار هذا وهم جميعا يسكنون في نفس الحي الذي يسكن به الوالدان ..
اما صديقي هذا وهو أصغرهم في السن والذي يقوم بخدمة والديه من سنين ياتي ويترك اطفاله الاربعة وزوجته في مدينة اخرى ومن مكان بعيد ويظل عند والدته ووالده لأيام العطلة الاسبوعية والتي لايوجد لديه فيها عمل رسمي لقضاء حوائجهم وكذلك في العطل الرسمية لايذهب لتمشية ابناءه بل يظل ملازما لوالدته طوال فترة الاجازة بينما الباقين اما مسافرين خارج المملكة واما يتنعمون بالتماشي في جدة ومكة وفي المصايف او جالسين في بيوتهم ولا ياتون الا للزيارة فقط ...
ومن هنا بدأت مشاكل صديقي مع اخوانه واخواته بحيث انه يقول لي انه لم يترك طريقة لنصح اخوانه واخواته الا وقام بها فبدأ معهم باللين ومن ثم بالنصائح والتذكير بعظم حقوق الوالدين وبتذكيرهم بالله ولكن لاحياة لمن تنادي ومع كثر مناقشته مع اخوانه واخواته بخصوص والديه بدأت المشاكل والملاسنات وبعضها وصل الى قرب حدوث اشتباك بالأيدي فيما بينهم فاختار مقاطعتهم جميعا وقطع كل وسائل الاتصال معهم حتى في الأعياد والمناسبات لايسلمون على بعضهم البعض ..
الا ان المشكلة ان اخوانه وبالذات الكبار حقدوا عليه كثيرا خصوصا ان ابيهم اثناء المشاكل كان يقف في معه و ضدهم ويقول لهم انه افضل واحد فيكم وانكم مقصرين معه ومع والدتهم وكان يدعي له ويدعي احيانا عليهم فأخذوا يزنون على راس والده ويكذبون عليه ويلفقون لأخيهم كثير من التهم له ولزوجته وذلك ليكرهوا والده فيه ونظرا لكبر سن والده ولضعف شخصيته خصوصا امام ابنه الأكبر فقام بتصديقهم فيما يقولون وانقلب وضعه رأسا على عقب مع ولده البار المخلص معه ومع والدته وكأنه مسحور وتناسى كل ماقدمه هذا الابن لهم فبدأ بالشكوى منه امام ارحامه واعمامه وامام جيرانه بانه عاق وانه لايصلنا الا في فترات بعيدة وان زوجته سيئة وهي التي تمنعه من زيارتنا وكل ذلك ليشوهوا سمعة أخيهم امام الناس وللأسف من قام بذلك هو الأب الظالم لنفسه والناكر والمتناسي بما قام به ابنه طوال السنين الماضية له ولوالدته المريضة ...
كما قام هذا الأب بمضايقة ابنه في كل شي فاذا ذهب بابناءه وزوجته اليهم قام بطرده وإختلاق المشاكل مع زوجته بدون اي سبب يذكر حتى يقوم بطردها وطرده من المنزل فقد طرده امام اخوانه وزوجاتهم وامام ابناءه عدة مرات وبدون سبب ولكن صديقي لايزال مواصلا لهم وذلك لإرضاء الله سبحانه ولخوفه من العقوق وذلك بالرغم من كل مايقوم به هذا الأب من مضايقات له ولأبناءه في كل زيارة يقوم بها
وفي اخر زيارة لصديقي لوالديه حدثت الطامة الكبرى حيث أخذ معه ابناءه الصغار للسلام على جدتهم المريضة وذلك لتسليتها وادخال السرور على قلبها حيث يخبرني انها تحبهم كثيرا وعندما وصلوا اليهم بعد عناء السفر والتعب والمشقة وجد ان وجه والده كالعادة غير مرحب به وبزوجته وبابناءه بل حتى في السلام عليه كان واضح بانه لايريد السلام وقام بذلك مجاملة وبعد ساعة واحدة فقط من وصولهم ذهب صديقي ليحضر العشاء حتى لايكلف على ابيه باحضار العشاء وما ان دخل
عليهم بالعشاء الا ويقوم هذا الأب بطرده والتلفظ عليه وعلى زوجته والدعاء عليه وعلى ابناءه الصغار بدون سبب يذكر وبدون اي مقدمات فقام صديقي وطلب من ابناءه بالنزول فورا للسيارة ومغادرة المنزل وهو مكسور الخاطر وحزين ولم يرد على والده باي كلمة تكدر خاطره فاذا بالاب يلحق به عند السيارة وهو لازال غاضب وامام ابناءه وزوجته وامام بعض الجيران الذين كانوا متواجدين في الشارع في ذلك الوقت ويقوم بضربه على وجهه وعلى كتفه وسبه وشتمه وماكان من صديقي الا ان قال له حسبي الله ونعم الوكيل وغادر المكان وعاد الى منزله ..
يقول لي صديقي منذ ذلك الوقت وبعده بايام لم استطع النوم ولم استطع حتى النظر في وجه اطفالي الصغار وفي وجه زوجتي ومتحطم ومكسور نفسيا مماحدث لي من أقرب الناس لي والدي وبدون اي سبب يذكر ولايزال اثر ذلك الموقف في قلبي فكل مااتذكره تدمع العين ويتالم القلب ..
ولازال صديقي يعاني نفسيا الى وقتنا الحالي حيث يخبرني بان حتى اطفالة الصغار والكبار لازالوا يتذكرون الموقف ويسألونه ببراءة لماذا ياابي يضربك جدي امام الناس ماذا فعلت انت ؟؟؟ وانت البار به وبوالدتك وانت الذي تعطيه كل شي على عكس اخوانك واخواتك وانت الذي تتركنا لأيام وتذهب اليه ولماذا يطردنا كل مانذهب اليه ولماذا يكرهنا ولايحبنا فلا يجد الأجابة للرد عليهم بل يذهب مباشرة لغرفته ويغلق على نفسه و وقلبه منفطر لما حدث ..
فبماذا تنصحونه ياأهل الخير خصوصا ان له شهر الان لم يزرهم ولم يكلم والده ابدا من بعد ذلك الموقف ولكنه متواصل مع والدته هاتفيا وبشكل يومي وبشكل متكرر للإطمئنان عنها وعن صحتها هل يعتبر صديقي عاق لوالديه ..
حيث يقول لي لقد كرهت السفر والذهاب الى بيت والدي وكرهت كل شي في تلك المدينة التي يسكنونها وكرهت اخواني واخواتي بل انني أدعي عليهم بأن يجازيهم الله في ابناءهم كما عملوا مع والدتهم المسكينة ..