ببساطة وكي يكون المتلقي داخل الصورة العامة :
النظام الريعي هو المتبع في دول الخليج فهي دول منحها الله ثروة البترول , هذه الثروة التي لم يكن لأحد الفضل فيها , بل هي ثروة استخرجت من باطن الارض ويتم بيعها في الاسواق العالمية وأخذ مقابلها مايسمى " بالبترودولار " وتقوم حكومات هذه الدول بصرف البترودولار على التنمية ورعاية المقيم والمواطن على حد سواء .
ويتضح لنا هنا ان هذه الدول ليست منتجة بل تبيع سلعة " غير انتاجية مقابل الدولار , ذلك الدولار الذي يقوم بالتنمية سواء تنمية من خلال تحسين البني التحتية او تحسين للتعليم والصحة واستيراد منتجات الدول المنتجة لداخل هذه الدول بدون نقل للتقنية والاهتمام بالصناعة والانتاج المستدام .
من هنا اسمينا هذه الدول بالدول الريعية فهي تبيع البترول مقابل الدولار وتصرف على الشعب والمقيم من خلال هذا الدولار , كذلك القطاع الخاص غير منتج وغير صناعي بل هو قطاع طفيلي يعتمد على الوفورات المالية الحكومية كي يأخذ مشاريع حكومية , ولو امتنعت الدولة عن اسناد المشاريع لهذا القطاع لافلس 99% من القطاع الخاص .
ايضا هناك المواطن الخليجي يسمى بالمواطن للريعية من قبل حكوماته , فهو لاينتج شيئا بل اغلب الشعب يعمل في القطاع الحكومي الوظيفي الاداري والذي يقوم بادارة شئون المواطنين الاخرين الغير منتسبين لقطاع هذا الموظف .
هذا المواطن لايعمل في قطاع الصناعات الثقيلة مثلا لانه بكل بساطة لاتوجد صناعات تعديني ثقيلة , كذلك لايمتلك قطاع انتاجي خاص به , بل اعتماده الاساس على الذهاب صباحا لاحدى الدوائر الحكومية ويتلقى اخر الشهر أجرا من الحكومة .
النظام الرأسمالي " ببساطة وبأختصار "
نظام يعتمد على الانتاج والصناعة والابتكارات المتتالية وتقوم حكومات ذلك النظام بتوفير البيئة الاستثمارية المثلى للمواطنين واصحاب رؤوس الاموال وذلك بتشجيع البحث العلمي وتوفير البنى الاساسية داخل الدولة والزام البنوك والقنوات المالية الاخرى من اقراض المواطن والمستثمر كي يقوم بالدخول الي عالم الانتاج والصناعة والابتكار ومن ثم تصدير المنتجات الي العالم .
المواطن في تلك الدول يقوم على نظرية بسيطة قامت بتوفيرها له حكومته الا وهي :
- البحث العلمي
- التصنيع او العمل في احد المصانع المنتجة
- الانتظام في احدى شركات الخدمات العامة التي تنتج خدمة او رعاية للشعب
- الدخول في المجال التجاري المنظم البعيد عن الاحتكارية .
في النهاية الفرد هناك هو كيان انتاجي يدخل له على سبيل المثال مبلغ 5000 الاف دولار شهريا تقوم الحكومات هناك بالزامه بدفع ضريبة دخل قد تكون 10 بالمائة مقابل الخدمة التي تقدمها له الحكومة من بنية تحتية ممتازة ورعاية صحية وتعليم جيد وحق انتخابي للمواطن وتمثيل برلماني يراقب عمل الحكومة .
هنا نتسائل ونقول هل ستنجح الانظمة الريعية في استيراد انظمة ضريبية من الانظمة الرأسمالية والمواطن في هذه الدول غير منتج بل والحكومة لم تقم بمسئولياتها تجاه بلدانها بنقلها الي الرأسمالية المنتجة ؟
هل يمكن لمواطن ومقيم يعتمد في دخله على الحكومة ان يتحمل الضرائب ؟
هل يمكن لهذا المواطن الذي ينتظر راتبه المحدود بمبلغ معين من قبل الحكومة ان يساير الضرائب الرأسمالية ؟ ام انه سيقع في فخ الفقر والانهيار ؟
كلمة اخيرة /
اذا أردنا استنساخ التجربة الرأسمالية فعلينا ان نكون بلاد منتجة لاتعتمد في دخلها على رعاية الدولة .