في كثير من الأوقات، تصادفنا تلك اللحظة، باتخاذ قرارات مصيرية تمثل نقطة تحول في حياتنا، سواء كانت بسلبيتها أو إيجابيتها. على سبيل المثال؛ الاستغناء عن وظيفة أو استغناء عن وزن زائد أو الاستغناء عن وضع معين نعيشه. متى نصل إلى تلك النقطة التي لا مجال للتراجع فيها؟
برأيي المتواضع، نقطة اللاعودة لا تحتاج إلى صدمة جسدية أو عاطفية، حتى نصل إليها لكننا – وإن كان بلا وعي- نصل إليها على مراحل، فهي أولاً تكون إلهاماً من الله تعالى، فكم منا يعيش حياته طولاً وعرضاً، بطريقة لا تتفق مع كيانه، يصارعها بحثاً عن الرضا، ولكن لم يجد الإلهام الكافي بمعرفة الثغرة غير المناسبة فيها.. فالاعتراف بوجود خطب، أول إلهام من الله وأول خطوة نحو التغيير. كمن يكتشف سبب صراعه مع وزنه، أو سبب فشله في أداء عمله، أو انهيار علاقاته الاجتماعية. الخطوة الثانية هي القناعة؛ وهي أن نكون أصحاب قناعة بأن تكون البدائل – وإن كانت صعبة في البداية – هي ما يتفق وكيانك، لنجد الإنسان بعدها في حالة قبول وسلام داخلي. الخطوة الثالثة تكون بالرضا والقبول من الله تعالى، أي ان الإنسان خلق فطرةً، بما يتفق مع تعاليم وقول الله، ولا راحة إلا بما يتفق مع فطرة الإنسان، فالدين حثنا على التعامل الطيب، كذلك حثنا على الجد والصدق والأمانة في العمل، وأرشدنا بتعاليمه على الأكل والشرب الصحيح، وغير ذلك من الأمور.
وحياة الإنسان ممتلئة بالإشارات التي تحتاج إلى صوت داخلي عميق لسماعها. فقط أنصت لذاتك. وخصص من وقتك لعيشك الجديد ولقرارك الجديد. كن مخلصاً لنفسك حتى تربحها. وتلك هي فعلاً الخطوة الخاتمة للقرار الجديد المصاحب لنقطة اللاعودة وهي ما يوصلنا إلى السلام الروحي دائماً.