قال تعالى { حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت , كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } الآية .
أصبح لدى الكثير حالة من تبلد الاحساس والشعور بالمسؤولية وعظمها .
تحصل الواحد لديه مشاريع لم ينتهي منها , ويصارع الزمن من أجل شراء أو بناء منزل ليؤمن مستقبل أهله قبل وفاته .
بينما في الواقع تجده متهور في القيادة ويخفف من السرعة عند مشاهدة الحوادث ويفتح نافذة السيارة ويشاهد شاب مسجى على الأرض وتكسوه قطعة بلاستيكية تؤكد وفاته نتيجة السرعة الجنونية ثم يقوم بإغلاق النافذة ومواصلة السرعة وأولاده ووالديه وأحبابه في انتظاره , وللأسف لا يبالي في مواصلة السرعة وكأن الحادث لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد .
يذهب للصلاة على شاب قريب له ويعلم أنه توفاه الله إثر نوبة قلبية مفاجئة ويتحدث في المقبرة عن موعد مباراة الهلال والنصر !!!
طيب حط مكانك في مكان الميت وجرب الوفاة وتقمص الدور بحذافيره وتخيل الوضع عندما يسألك الملكين منكر ونكير اللذان يحاسبان المرء في قبره بسؤاله عن ربه ونبيه .
ماذا أعددنا للإجابة وللموقف ؟
الغريب أن حال بعض الشباب والموظفين يغلب عليه الغيبة والنميمة والأغرب والأدهى من ذلك أن الغيبة والنميمة تتم من أقرب الناس إليك ومن موظف قريب منك وفي مكتبك .
في العمل يضيع الوقت في الحديث عن فلان وعلان وفي المنزل كذلك .
وحتى النسوة سواء في العمل أو المنزل تشغلهم الغيبة .
إذا أنت لا تحافظ على الصلاة على الأقل احفظ لسانك لأن رحمة رب العزة والجلال قد تشملك بسبب بعض أعمالك .
قال تعالى : { وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ*هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ } الآية .
ويقول النبي صل الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة نمام ، ويقول صل الله عليه وسلم : " أنه رأى شخصين يعذبان في قبورهما أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة " ، لذلك من الأفضل والأولى بالإنسان أن يتجنب الخوض والحديث في أعراض الآخرين وليعلم بأن هؤلاء الحضور هم أول من سيخوض في عرضه في حال سنحت الفرصة .