أيها العلماء الأشراف، أعلموا أمتكم ومعاشر رعيتكم بأن الذى يعادينى ويخاصمنى إنما خصامه من ضلال عقله وفساد فكره، فلا يجد ملجأ ولا مخلصاً ينجيه منى فى هذا العالم، ولا ينجو من بين يدى الله لمعارضته لمقادير الله سبحانه وتعالى، والعاقل يعرف أن ما فعلناه بتقدير الله تعالى وإرادته وقضائه، ومن يشك فى ذلك فهو أحمق وأعمى البصيرة ....
ولا يشك العاقل أن هذا كله بتقدير من الله وإرادته وقضائه، وأعلموا أيضا أمتكم أن القرآن العظيم صرح فى آيات مثيرة بوقوع الذى حصل، وأشار فى آيات أخرى إلى أمور تقع فى المستقبل ....
كلام الله فى كتابه صدق وحق، إذ تقرر هذا وثبتت هذه المقالات فى آذانكم، فلترجع أمتكم جميعا إلى صفاء النية وإخلاص الطوية، فإن منهم من يمتنع عن الغى وإظهار عداوتى خوفا من سلاحى وشد سطوتى، ولم يعلموا أن الله مطلع على السرائر، يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، والذى يفعل ذلك يكون معارضا لأحكام الله ومنافقا، وعليه اللعنة والنقمة من الله علام الغيوب ...