صاحب مزرعة انعم الله عليه بأرض خصبة تنبت فيها جميع الثمار يصحى كل صباح يرويها بماء حلو اخرجه الله له من باطن الارض . يعمل لديه عشرات العمال فكانت هذه المزرعة سببا ورزقا لهم. اهل القرية يحبون هذا الرجل ويدعون له بالبركة في مزرعته كأنها مزرعتهم لسبب بسيط وهو ان الرجل وقت جني الثمار ينادي اهل القرية ويعطيهم من ثمار الاشجار فكانت البركة من الله ان الشجرة الواحدة تنتج مزيدا من الثمار في كل سنه. وكانت ارباحه كل سنه تزيد بفضل الله ودعاء اهل القرية له بالبركة.
وهذا معنى قوله تعالى( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)
فأشراك الناس معك في الخير والانتاج يكون فيه تطهير لنفوس المساكين والفقراء من الغل والحقد ويدعون لك بالبركة في المال والولد والعمر.
ومن هنا ستتغير نظرة الغني للفقير حين يعلم الغني ان للفقير نصيب في ماله قد فرضه الله عليه. وكذلك الفقير يزول من نفسه الحقد على الغني حين يعلم ان له حق في مال هذا الغني وهذا فيه عزة لنفس الفقير .فالمال مال الله والارض ارض الله وتلك الايام نداولها بين الناس فلا الغني يبقى على غناه ولا الفقير ينساه الله.