يتحكم الجهاز العصبي لدى الإنسان في ضبط حرارة الجسم وإبقائه في حالة صحية. فعندما ترتفع حرارة الجسم تجده يحاول الحفاظ على درجة الحرارة الطبيعية، فالتعرق وتدفق الدم إلى الجلد مما يعرف باسم الضبط الحراري (Thermoregulation) إنما يساعد في الحفاظ على درجة الحرارة الطبيعية للجسم عن طريق التحول الحراري. ويصاب الإنسان بالأمراض ذات العلاقة بالحر أو تحديدا الحرارة عندما لا يستطيع بدنه القيام بما يكفي في ما يتعلق بعملية التحول الحراري، وإبقاء الجسم يتمتع بالبرودة.
واشتداد درجة حرارة الجسم يمكن أن يتطور بوتيرة سريعة في البيئة الشديدة الحرارة، كما في حالة ترك طفل في السيارة تحت قيظ حرارة الصيف. كما ترتفع أيضا درجة الحرارة في المساحات الضيقة التي لا توجد فيها تهوية كافية مثل غرف الماكينات.
فمن يعملون في مثل تلك البيئات أو الظروف قد تظهر لديهم بسرعة حالات اشتداد درجة حرارة الجسم.
ان ارتفاع حرارة الجسم الذي تسببه الإصابة بالحمى يختلف عن اشتداد حرارة الجسم الناتج عن الأمراض التي تسببها أشعة الشمس وارتفاع حرارة الجو، فالحمى عادة ما تكون ردة فعل الجسم على الالتهابات وغير ذلك من الأعراض البسيطة منها والخطيرة.
أما تلك الناتجة عن حرارة
الجو فتزيد حرارة الجسم نتيجة لعدم تمكنه من القيام بعملية تحويل الحرارة بصورة تتميز بالكفاءة أو لأن الحرارة الخارجية المكتسبة مرتفعة للغاية.
- الأمراض المرتبطة بحرارة الجو: الطفح الجلدي الحراري وهو ينتج عندما لا يصل العرق الذي يضخه الجسم إلى الجلد مما يحدث الطفح ويشعر الإنسان بالحاجة إلى حك الجلد وينتابه شعور بعدم الارتياح والضيق.
- تشنج العضلات الذي يحدث بعد أداء التمارين الرياضية وذلك لأن التعرق يجعل الجسم يفقد الماء والأملاح والمعادن.
- التورم في الساقين واليدين وهو أمر قد يحدث عند الوقوف أو الجلوس لفترة طويلة في ظروف اشتداد حرارة الجو.
- انقطاع الأنفاس والتوتر الناتج عن الحرارة، وهو ما يحدث عادة في التوتر الذي يشعر به الإنسان في ظروف
الجو الحار.
- الاغماء الناتج عن انخفاض ضغط الدم وذلك عندما تسبب الحرارة تمدد الأوعية الدموية وتنتقل سوائل الجسم إلى الساقين نتيجة الجاذبية.
- الإرهاق المفرط، وهو ما يحدث عادة عندما يعمل الشخص أو يمارس الرياضة في ظروف حرارة الجو، ولا يشرب كمية كافية من السوائل لتعويض تلك التي يفقدها.
- ضربة الشمس التي تحدث عندما يفشل الجسم في ضبط حرارته وتستمر حرارة الجسم في الارتفاع، وغالبا إلى 40.6 درجة مئوية أو أعلى من ذلك. وتعتبر ضربة الشمس من حالات الطوارئ الصحية، وأنه حتى في حالة تلقي هذه الحالات لعلاج فوري فإنها لا تزال تشكل خطرا كما انها قد تحدث تعقيدات بعيدة المدى.
وفي أغلب الأحوال فإن الظروف البيئية والجسدية قد تجعل من الصعب على الإنسان الاحتفاظ ببرودة الجسم. والحالات المرتبطة بحرارة
الجو غالبا ما تكون ناتجة عن العطش أو الجفاف والإرهاق أو انهما قد يفاقمان الحالة، فممارسة التمارين الرياضية تحت ظروف حرارة مرتفعة، والعمل تحت تلك الظروف، أو ارتداء الملابس الثقيلة يزيد من خطر الإصابة. كما يزيد الكافيين والكحول من الإصابة بالعطش والجفاف.
كذلك، فإن العديد من الأدوية تزيد من مخاطر الإصابة بالأعراض ذات الصلة بحرارة الجو.
وهناك بعض الأدوية التي تقلل من كمية الدم التي يضخها القلب وتصل كمية محدودة من الدم إلى الجلد وبالتالي يصبح الجسم أقل قدرة على تبريد نفسه عن طريق التعرق. وبالإضافة إلى ذلك هنالك بعض الأدوية التي تمنح الشخص احساسا بالعطش او تؤدي الى زيادة انتاج الجسم للحرارة، واذا كان الشخص يتناول الادوية بانتظام، فعليه مراجعة الطبيب حول النشاط الذي يؤديه في ظل حرارة الجو، وقابلية اصابته بالاعراض الصحية ذات الصلة بشدة حرارة الجو.
ومعظم الاعراض المرتبطة بحرارة
الجو يمكن الوقاية منها بالحفاظ على برودة الجسم وتفادي العطش والجفاف في الاجواء الحارة، وعادة ما يكون العلاج المنزلي كل ما تحتاجه رعاية الحالات البسيطة للاعراض ذات الصلة بحرارة الجو، اما الارهاق المفرط وضربة الشمس فانهما يتطلبان علاجا طبيا فوريا.
من العوامل التي تزيد من مخاطر الاصابة بالاعراض الصحية التي نتعرض لها في ظروف حرارة الجو:
السن: المواليد صغار السن يفقدون الحرارة بسرعة لان لديهم مساحة جسم اكبر مقارنة باوزانهم، كما انهم لا يتعرقون كثيرا، اما الراشدون كبار السن فهم لا يتعرقون بسهولة، وعادة ما تكون لديهم اعراض صحية اخرى تؤثر في قدرتهم على التخلص من الحرارة.
البدانة: ان من يعانون من البدانة يقل لديهم تدفق الدم الى الجلد، كما يحتفظون بالحرارة بسبب طبقة الانسجة الدهنية العازلة، والى جانب ذلك لديهم كتلة جسم ضخمة يصعب تبريدها بسهولة.
موجات حر الصيف: سكان المدن عادة ما يكونون معرضين الى الاصابة بهذه
الامراض خلال فصل الصيف وموجات الحرارة خلاله، ذلك لان المباني المرتفعة وملوثات
الجو تحتجز الحرارة.