النوم من الأمور التي حيرت العلماء , فقد كان يعتقد في السابق أن النوم يعني إراحة الدماغ ,لكن بعد التطور العلمي وجد أن نشاط الدماغ أثناء النوم هو أعلى من نشاطه في الليقظة .
مازالت أبحاث العلماء تتركز بالدرجة الأولى في فهم النوم من خلال فهم التغيرات التي تحدث دخل الدماغ أثناء النوم من أشياء مرصودة مثل تقلصات القصيبات وتعزز إشارات دلتا وقاما ونحوها .
في إعتقادي أن هذا النهج هو حول دراسة مظاهر النوم وليس دراسة ماهية النوم نفسه . لكي نفهم ماهية النوم لابد في البداية من فهم كيفية بناء شفرة المعلومات بكل صورها داخل الخلية في الدماغ ويبدو أن هذا قد لا يكون ممكناً في المستقبل المنظور و المتوسط .
في إعتقادي ( وجهة نظر ) أن الإنسان مكون من ثلاثة عناصر هم الجسد و الروح و النفس فالجسد هو الجسم المادي المكون لهذا الجسد بينما كل من الروح و النفس تسكن في الدماغ من الجسد وكل منهما في جزء خاص من منه . فالروح تسكن في الجزء من الدماغ المسؤل عن تشغيل الجسد أي الجزء الذي يقوم بكل العمليات الحيوية للجسد من سيريان دم و تنفس و إنزيمات و هرمونات وموجات كهرومغناطيسية ... لخ أما النفس فتسكن خلايا الدماغ المسؤلة عن الليقظة أو ما نسميه تعامل الجسد مع الخارج وغالباً يستعمل جملة من الوسائل أبرزها الحواس الخمس المعروفة : النظر - الشم - التذوق - اللمس - السمع
ما أريد قوله من كل ما سبق هو أن عملية النوم ترتبط بخلايا الدماغ المسؤلة عن التعامل مع الخارج و أن النوم هو بالتالي إيقاف هذا التعامل لبعض الوقت .
من هنا يأتي فهم النوم على أنه عملية إراحة خلايا الوعي المتعاملة مع خارج الجسد وهذا الإرحة متدرجة بما يعرف بمراحل النوم الخمسة في نهايتها أو قرب نهايتها أي المرحلة الرابعة يمكن رصد نشاط داخل هذه الخلايا أقوى من نشاطها وقت العمل وبالتأكيد هذا يعني أن هناك عمليات تتم داخل الخلايا , لا أظنها الا عمليات فهرسة و تنسيق لمجمل ماتم رصده الثناء عملها في الليقظة, وعندما يتوصل العلم في يوم من الأيام عن فهم كيفية بناء المعلومة داخل خلية الدماغ عندها نستطيع أن نصف ماهية النوم بوضوح .