لا نفيق من غفلتنا إلا لحظات يسيرة ندرك فيها سير الزمن الهائل، وروتينية الأعمال التي قمنا بها، ثم نعود لغفلتنا، وكأننا كمريض أصابته غيبوبة، فصار يفيق منها أحيانًا، فيدير نظراته فيمن حوله، ثم يغفو مرة أخرى إلى ما شاء الله.
وهذا المريض قد أعجزه العذر فلا يلام، إنما يلام من ملك القدرة، واستعذب الغفوات.
يا الله .. الزمن لا يقف، والأنفاس تُعدّ، والصغائر تحصى، والهمسات تدوّن، فياضيعة الأعمار تجري سبهللاً.
أيطمع المسترخي أن ينال ما ناله المشمّر ! كلا والله
أأبيت سهران الدجى وتبيته *** نومًا وتبغي بعد ذاك لحاقي
فلنا الاستدراك ما دام في العمر بقية، وقد ندرك باللاحق أضعاف ما ندمنا عليه في السابق.
لكن ذلك يحتاج خطة وعزمة وثباتًا.