والتي يتوجب على الجميع تعلُّمه وإتقانه ولو بدرجاتٍ متفاوتةٍ وعلى مراحل؛ فالتَّعامل مع الآخرين يتطّلب ذكاءً اجتماعيًّا يتحقق فيه حكمة معاوية بن أبي سفيان أحد حكماء العرب حينما وصف ما بينه وبين النَّاس بأنّه شعرةٌ إنْ هم شدُّوا أرخى هو من جانبه، وإنْ هم أرخوا شدَّ هو من جانبه؛ فلا تنقطع هذه الشَّعرة أبدًا. التَّعامل مع الآخرين لابُد فيه من الحِكمة والأناة والصَّبر والتَّغافل واللِّين الشيء الكثير؛ فقد وصف القرآن الكريم أسلوب الرَّسول صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أصحابه بقوله تعالى :
" ولو كُنت فظًّا غليظ القلب لانفضُّوا من حولك"؛
فمعاملة النَّاس بطريقة الرَّسول الكريم سببٌ رئيسي لاجتماع النّاس حولك ومحبتهم لك، وانصياعهم لرغباتك وطلباتك.
: أنزلوا النّاس منازلهم وخاطبوا النّاس على قدر عقولهم؛
فمن استطاع إدراك فحوى هذه القاعدة استطاع التَّعامل مع النّاس بيُسرٍ وسهولةٍ
من خلال بعض الأمور منها:
تعامل مع النّاس باللُّطف واللِّين وإظهار الاحترام والتَّقدير للصغير والكبير على حدٍّ سواءٍ
. نادِ النَّاس بأسمائهم أو كناهم المُحببة إليهم، وتجنب الألقاب والكُنى الّتي تدُّل على
التَّصغير والتَّحقير والاستخفاف
. توجّه للمرء بالنَّصيحة في السِّر في حديثٍ بينكما لا يعلم به أحدٌ من البشر؛ فالإنسان بطبعه يرفض النَّصيحة في العلن وتأخذه العِزَّة بالإثم.
استمع إلى الحديث أو الرِّواية أو الحادثة حتى نهايتها من جميع أطرافها ثُمّ كوّن حكمك؛ فلا تستعجل بإلقاء اللَّوم والعتب على أيِّ فردٍ مهما كان موقفك منه،
وكن مُنصفًا في تعاملك، عادلًا في حكمك على الآخرين. تجنّب سبّ الآخرين وشتمهم والإساءة إليهم وقت الغضب والعصبيّة.
اعترف بخطئك وبادر إلى طلب العفو ممن أخطأت في حقه من النَّاس؛
فالاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه أو العدول عنه من صِفات النُّبلاء الشُّجعان. للنّاس الأعذار لتقصيرهم ونسيانهم وإنكارهم للفضل والمعروفجد
تغافل عن بعض التَّصرفات وتظاهر بعدم سماعك أو رؤيتك لأمرٍ ما بقاءً على العشرة الطَّيبة؛ فالتّغافل نصف العقل.
تواضعْ في تعاملك مع الآخرين من أقارب وجيران وزملاء، وابتعد عن الأنا ومحبة الذَّات والتَّباهي بها ممّا يحدو بك إلى احتقار الآخرين والتّقليل من قدرهم ومكانتهم. جاملِ الآخرين في مناسباتهم السَّعيدة وفي أحزانهم وبادرْ إلى مدّ يد العون والمساعدة في كلتا الحالتيّن.
تجنّب النَّقد اللَّاذع والمباشر بل اتبع أسلوب النُّصح والتَّوجيه العام أو جدْ وسيلةً توصل بها المعلومة دون إٍ أو خدشٍ لمشاعر المرء؛ فأحد العلماء عندما رأى أنّ أحد تلامذته ذو خطٍّ سيءٍ قال له: لمَ لا تعمدْ إلى تغيير القلم لعلّه السبب في سوء خطّك.
المواضيع المتشابهه 
التَّعامل مع الآخرين فنٌّ من فنون الحياة ، 
العرض العادي
