عن أنس رضي الله عنه في حديثه المشهور في الإسراءِ، قَالَ:
قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ثُمَّ صَعِدَ بي جِبْريلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ، فقِيلَ: مَنْ هذَا؟ قَالَ: جِبْريلُ، قِيلَ:
وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، ثُمَّ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَالثَّالِثَةِ وَالرَّابِعَةِ وَسَائِرِهنَّ،
وَيُقَالُ فِي بَابِ كُلِّ سَمَاءٍ: مَنْ هَذَا؟ فَيَقُولُ: جِبْريلُ». متفقٌ عَلَيْهِ. في هذا الحديث: أن المستأذن يسمي نفسه باسمه المعروف، إذا قيل: من هذا؟
- وعن أَبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي فَإذَا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يَمْشِي وَحْدَهُ، فَجَعَلْتُ أَمْشِي فِي ظِلِّ القمَرِ، فَالْتَفَتَ فَرَآنِي،
فَقال: «مَنْ هَذَا؟» فقلتُ: أَبُو ذَرٍّ. متفقٌ عَلَيْهِ.
أجاب أبو ذرّ بما اشتهر به من كنيته، لأنه بها أعرف منها باسمه.
وعن أُمِّ هانئ رضي الله عنها، قالت: أتيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم
وَهُوَ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ تَسْتُرُهُ، فَقَالَ: «مَنْ هذِهِ؟» فقلتُ: أنا أُمُّ هَانِئٍ. متفقٌ عَلَيْهِ.
أجابت أم هانيء بكنيتها لشهرتها بذلك. ووجه الدلالة من الحديثين تقريره
صلى الله عليه وسلم على ذلك.
وعن جابر رضي الله عنه قال: أتَيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فَدَقَقْتُ البَابَ، فَقَالَ: «مَنْ ذَا؟» فَقُلتُ: أَنَا، فَقَالَ: «أنَا، أنَا!» كَأنَّهُ كَرِهَهَا. متفقٌ عَلَيْهِ. في هذا الحديث: أن دق الباب بقوم مقام الاستئذان.
وفيه: كراهة قول المستأذن: أنا، ومثله: إنسان، أو شخص أو صديق لعدم حصول غرض السائل بذلك.