واشنطن ـ رويترز: أوضح الامير تركي الفيصل السفير السعودي في واشنطن ان التصويت الذي يجريه الكونغرس الأميركي ليقلص حجم القوات الأميركية، التي يمكن نشرها في العراق، قد يبعث برسالة خاطئة للشرق الاوسط، ويجعل الناس يتصورون ان سلطة الرئيس الاميركي جورج بوش ضعفت.
وحذر الامير تركي من القيام بعمل عسكري ضد ايران لكبح طموحاتها النووية، قائلا «ان مثل هذه الخطوة ستكون لها عواقب مأساوية». ويعد مجلسا النواب والشيوخ اللذان يهيمن عليهما الان الحزب الديمقراطي المعارض للرئيس الاميركي الجمهوري مشروع قرار يرفض خطة بوش لارسال نحو 21500 جندي أميركي اضافي الى العراق، لكنه قرار غير ملزم.
ويعتزم مجلسا الشيوخ والنواب اصدار قرارات تعارض خطط بوش في خطوة رمزية وان كانت ذات أهمية سياسية.
وفي ظل استطلاعات الرأي التي تظهر معارضة غالبية الاميركيين لزيادة القوات الاميركية في العراق قد تجبر مثل هذه القرارات غير الملزمة الجمهوريين على الكشف علنا عن موقفهم من استراتيجية بوش الجديدة وقد تزيد من عزلة البيت الابيض.
وقال الامير تركي أول من أمس خلال مأدبة عشاء أقامتها مؤسسة نيو أميركا ومؤسسة الامم المتحدة، وهي جماعة خاصة تدعم عمل المنظمة الدولية «أعتقد ان هذا سيبعث برسالة خاطئة ويجعل الكثير من الناس يتساءلون عما اذا كان الرئيس يملك السلطة».
وأضاف «الناس في الشرق الاوسط بالفعل يقيسون أثر انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 في تقليص سلطة الرئيس في الولايات المتحدة، وينتظرون ليروا كيف سيتجلى هذا فيما يستطيع الرئيس ان يفعله وما لا يستطيع». وأكد الامير تركي ان دور الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي، ضروري للنجاح في العراق، رغم أنها لم تحقق ما كان منتظرا منها، لكنه حذر من تحديد مهل وتواريخ للمالكي ليحقق اهدافا بعينها وقال «لا يمكن لأية حكومة ان تبقى في ظل مهل تحددها لها سلطة خارجية».
ونفى الامير تركي بشدة ان تكون الرياض تساعد المقاتلين السنة في العراق، لكنه اتفق مع الولايات المتحدة على وجود تدخل. وأوضح الامير تركي ان الرياض أمامها اثنان من السيناريوهات الكابوسية هما ان تطور ايران اسلحة نووية وان تتحرك الولايات المتحدة ضدها عسكريا، وقال «في الحالتين.. ترى المملكة العواقب.. مأساوية على أقل تقدير».
وسئل السفير السعودي عما اذا كان يرى اية انفراجة في العلاقات الاميركية الايرانية المجمدة فقال ان «الرئيس العراقي جلال الطالباني أبلغه أنه بذل جهدا على مدى العام المنصرم للتفاوض من أجل فتح نوع من الحوار بين الخصمين»، وقال «في المرتين كاد الحوار ان يثمر، وفي كل مرة كان كلاهما يجد ما يتذرع به ليتراجع».
وصرح الامير تركي بانه على الرغم من ان بعض الايرانيين يريدون تخريب أية فرصة للحوار، الا ان البعض الاخر يريد التفاوض مع واشنطن لكن «يجب ان تكون الخطوة الاولى حساسة جدا وسرية جدا لكسر الجليد».
ورفض الامير تركي تكهنات بان المستنقع العراقي سيضعف نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، وقال أيضا انه «غير قلق» من النفوذ الحالي الذي يتمتع به الشيعة في العراق الان.