إنها العشر الأواخر قد هبت على الصائمين نفحاتها، وأضاءت في قلوب المعتكفين أنوارها ، وتشوّق العبّاد والصالحون لاغتنامها .
هي ليالٍ مباركة تحمل بين ساعاتها ليلة العمر التي تنتصب فيها الأقدام بالطاعة وترتفع فيها الأيدي بالدعاء والضراعة .
فكيف كان نبينا صلى الله عليه وسلم يستقبلها ؟
كان صلى الله عليه وسلم يستقبلها بهمة عالية ويعد لها من الطاعات اجتهادًا مضاعفًا فيلزم المسجد ويهجر الفراش ويقوم الليل .
قالت أم المُؤمنين عائشة رضي الله عنها : "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَر" . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
ومع أنه صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فإنه لا يفرط في هذه العشر بل يجتهد فيها، ويوقظ أهله ليشاركوه في اغتنامها .
فكيف بمن كان مقصرًا ، وله ذنوب سابقة لم يضمن غفرانها،
وذنوب آتية ليس معصومًا منها .
نعم ! نحن مقصرون ! فما أحوجنا للعمل الصالح في هذه الأيام
ففيها أعظم ليلة ألا وهي ليلة القدر .
وكي نفوز بهذه الليلة علينا شد المآزر منذ الليلة الأولى وألا نفرط في شيء من ليالي العشر .
ولو قدم لنا عشرة صناديق وقيل لنا إن في أحدها جوهرة ثمينة