يبدو ان امر طلب اقامة هذه القواعد لا يتعدى محاولة الرد على المملكة بعد تصريح وزير الخارجية عادل الجبير بأن المملكة على استعداد لتقديم المساعدات الغذائية لحليفتها قطر عبر مركز الملك سلمان الاغاثي بعد استغاثة قطر بالدول واتهام المملكة بعمل حصار لها تسبب بالمجاعة هناك، حيث الحقيقة غير ذلك ووضحها الجبير ورد عليهم برد قصف جباههم جميعاً!
والكل يعرف توجه تركيا بعد الاحداث الاخيرة.. (الحرب في سوريا ومحاولة الانقلاب قي تركيا)، بعدها انتهجت تركيا مبدأ التحالف مع الجميع وارضاؤهم حيث اعادت العلاقات مع روسيا ومع ايران ومع النظام النصيري السوري ومع الكيان الصهيوني ايضاً، وغيرت من سياستها الداعمة للثورة السورية ضد حكم النصيرية الى سياسة المصالح التركية البحتة.
حيث توقفت تركيا عن العمل لاسقاط حكم النصيرية في سوريا وتوقفت ايضاً التوعدات والتهديدات التي كانت تطلقها منذ بداية الثورة، وليس هذا فحسب بل انه تآمر على الثوار الموجودين في حلب وسحب جزءاً كبيراً منهم بقوة المال للدفاع عن مدينة الباب السورية المتاخمة للحدود مع تركيا وطرد داعش منها لحماية الحدود التركية، وايضاً اشترى ذمم باقي الفصائل الموجودة في حلب وادلب ودفع لهم الاموال مقابل الانسحاب من حلب وسكوت الباقين، وتم هذا يالفعل وسيطرت قوات النظام النصيري على كامل اراضي حلب تقريباً.
ومن يفهم ما حصل للسياسة التركية اخيراً يستغرب من طلبها اقامة قواعد بالمملكة فهي تزعم انها بهذا ستحمي المملكة والحرمين من اي اخطار خارجية، فكيف نوفق بين هذا الطلب والسياسة الجديدة القديمة لها؟!
لا شك ان تركيا تدرك ان طلبها لن يتم الموافقة عليه لأربعة اسباب:
1-المملكة لا تتعرض الآن ولله الحمد لأية اخطار.
2-المملكة تستطيع الدفاع عن نفسها اذا تعرضت للخطر.
3-المملكة تدرك خطورة اي تدخلات خارجية من اي نوع في بلادنا.
4-المملكة تعرف السياسة التركية الغير موثوقة والقائمة على مصالحها فقط ولو على مصالح الاسلام والمسلمين وما حدث لحلب اخيراً دليل جلي على ذلك.
والله اعلم.