عباد الله: إن السلف -رحمهم الله- ضربوا أروع الأمثلة في المحافظة على الأعمال الصالحة، لما علّم النبي -صلى الله عليه وسلم- علي ابن أبي طالب -رضي الله عنه- أذكار قبل النوم تقوي البدن وتقوي القلب، "سبحان الله ثلاثاً وثلاثين، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين، والله أكبر أربعاً وثلاثين تمام المائة قبل النوم، قيل لعلي لما قال: ما تركته منذ سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ولا يوم صفين؟ قال: ولا يوم صفين". كيف يكون قائد المعركة ليلة المعركة مشغول البال تماماً بما سيلقى، وما يخطط، وماذا سيعمل؟ لأنها مسألة الموت والملاقاة، فإذاً ما ترك علي -رضي الله عنه- الأذكار، ولا ليلة تلك المعركة.
عبد الله بن عمرو بن العاص لما جاء النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه يريد أن يصوم النهار ويقوم الليل، قال: لا تطيق ذلك، له لنفسه عليه حقاً، ولجسده ولضيفه ولأهله، أعط كل ذي حق حقه، قال: (صم يوماً وأفطر يومين)، قال: دعني أستمتع بقوتي، ومن شبابي إني أطيق أكثر من ذلك (صم يوماً وأفطر يوماً) إني أطيق أكثر من ذلك فأخبره أن هذا صيام داود وأنه (لا أفضل من ذلك) .
عبدالله بن عمرو العاص تقدمت به السن، وصار شيخاً كبيراً، وهن وضعف لكن كره أن يفارق الدنيا على غير ما فارق عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكان لو اضطر للإفطار نوافل، يفطر أياماً ثم يصوم بعددها، فإذا ضعف في فترة فأفطر أسبوعاً، صام بعده أسبوعا؛ً لكي لا ينزل على المعدل الذي فارق النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه، وهكذا كان هؤلاء العباد الزهاد.
أبو هريرة -رضي الله عنه يقتسم- الليل أثلاثاً هو وزوجته وابنه.
الحسن بن صالح يقتسم الليل هو وأمه وأخوه، يقوم الثلث الأول، يوقظ أمه تقوم الثلث الثاني، توقظ ابنها الآخر يقوم الثالث يوقظهم لصلاة الفجر، لما ماتت الأم اقتسما الليل قسمين.