قال المنذريّ: السّتر على المسلم تغطية عيوبه، وإخفاء هناته. وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: (( المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِم ، لا يَظْلِمهُ ، وَلاَ يُسْلمُهُ . مَنْ كَانَ في حَاجَة أخيه ، كَانَ اللهُ في حَاجَته ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِم كُرْبَةً ، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بها كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ يَومَ القِيامَةِ )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ قال ابن حجر: معنى قوله «ستر مسلما» أي رآه على قبيح فلم يظهره للنّاس، وليس في هذا ما يقتضي ترك الإنكار عليه فيما بينه وبينه. ويقول صلى الله عليه وسلم :« مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيْهِ الْمُسْلِمِ ، سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ ، كَشَفَ اللهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ ».
وعن شبيل بن عوف الأحمسي قال كان يقال: « من سمع بفاحشة ، فأفشاها ، كان فيها كالذي بدأها »
وعن محمد بن سيرين قال : « ظلما لأخيك أن تذكر فيه أسوأ ما تعلم منه ، وتكتم خيره » .
فلا يصح للمسلم أن يتتبع عورات المسلمين ويشيعها بين الناس ويهتك أستارهم ، فإنه بذلك يعرض نفسه لسخط الله تعالى ، ويوشك أن يعاقبه الله تعالى بمثل صنيعه في أخيه المسلم ، فإن الجزاء من جنس العمل فمن تتبع عيوب الناس وأظهر سوءاتهم وكشف عيوبهم تتبع الله عورته وكشف سوأته وفضحه بين خلقه ، وأظهر ذنوبه ومعاصيه للناس ولو فعلها في جوف بيته.