متى رأيت صاحبك قد غضب وأخذ يتكلم بما لا يصلح : فلا ينبغي أن تعقد على ما يقوله خنصراً – ( أي : لا تعتد بكلامه ) - ، ولا أن تؤاخذه به ؛ فإن حاله حال السكران ، لا يدري ما يجري ، بل اصبر لفورته ، ولا تعول عليها ؛
1⃣فإن الشيطان قد غلبه ، 2⃣والطبع قد هاج ، 3⃣والعقل قد استتر .
💧ومتى أخذت في نفسك عليه ، 💧أو أجبته بمقتضى فعله :
كنت كعاقل واجه مجنونًا ، أو كمفيق عاتب مغمى عليه ، فالذنب لك .
🌹بل انظر بعين الرحمة ، وتلمح تصريف القدر له ، وتفرج في لعب الطبع به ، واعلم أنه إذا انتبه : ندم على ما جرى ، وعرف لك فضل الصبر .
وأقل الأقسام : أن تسلمه فيما يفعل في غضبه إلى ما يستريح به .
👈🏻وهذه الحالة ينبغي أن يتلمحها الولد عند غضب الوالد ، والزوجة عند غضب الزوج ، فتتركه يشتفي بما يقول ، ولا تعول على ذلك ، فسيعود نادماً معتذراً .
🍃 ومتى قوبل على حالته ومقالته 🍃
صارت العداوة متمكنة ، وجازى في الإفاقة على ما فُعل في حقه وقت السكر .
📌 وأكثر الناس على غير هذه الطريق : متى رأوا غضبان : قابلوه بما يقول ويعمل ، وهذا على غير مقتضى الحكمة ، بل الحكمة ما ذكرته ، ( وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ) العنكبوت .