ومن يثني الأصاغر عن مرادٍ *** إذا جلس الأكابرُ في الزوايا
الأمناء والثقات والغيورون وأصحاب المبادئ يفرون من المناصب خشية الحساب يوم القيامة، وخشية كلام الناس في الدنيا
واللصوص والمنتفعون وبائعو الذمم يتسابقون لملء هذه الأماكن الشاغرة والفوز بنصيب من الغنيمة.
فيحصل الفساد وسوء الإدارة والاختلاسات وظلم الناس.
حينما حصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة بعده في بعض الصحابة، لم يتنازل عنها أفضل رجلين بعده، وهما عثمان وعلي رضي الله عنه، حتى اختار الناس لها عثمان، فبويع بها.
وما ذاك إلا لعظيم المنزلة والثواب لمن قام بهذا العمل، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل.
فغيرها من الوزارات والإدارات والهيئات أولى وأحرى بتنافس المصلحين؛ لبناء ما تهدّم وإصلاح ما فسد، وإكمال ما بُني، وتطوير ما عُمِل