ان لم تكن نقي المشاعر فاعمل على ان تكون نقي المشاعر .
و ان كنت كذلك فحافظ على هذا الكنز الثمين .
معظم أنشطة الحياة تنبع من عالم المشاعر وليس عالم الأفكار،من المؤكد أنك لاحظت أنك فكرت في شيء ما ووقت الفعل قمت بشيء آخر مختلف،والسبب في ذلك أن هناك فرقاً جوهرياً بين المشاعر والأفكار،قد تقرر أن لا تغضب،قد تفكر أن الغضب شيء سيء،لكن حين يتملكك الغضب تُنحي تفكيرك جانباً وتصبح ببساطة غاضباً.
ما لم يكن هناك تحول في عالم المشاعر فإن التفكير والتأمل وحدهما لن يتسببا في إحداث ثورة في حياتك،لهذا فإن المشاعر هي النقطة الأساسية في الرحلة الروحية،لذا سنتناقش الآن حول كيفية تنقية المشاعر.
من بين كل الأبعاد المختلفة التي تغطيها المشاعر سأؤكد على أربعة،سأتحدث عن أربعة جوانب حيث يمكن تنقية المشاعر من خلالهم،هذه الجوانب الأربعة كذلك يمكن عكسها لتصبح أوجه لعدم نقاء المشاعر،أولى هذه الجوانب هو { الــود } وثانيها { الـرحـمـة } وثالثها { الــبـهـجـة } ورابعها { الإمـتـنـان } ، إن كانت حياتك تشمل هذه المشاعر الأربعة فستصل إلى نقاء المشاعر.
لكل من هذه الأربعة صفات نقيضها،عكس الود الكراهية والعداء،عكس الرحمة القسوة والعنف،عكس البهجة الحزن والبؤس والمعاناة والقلق،عكس الإمتنان هو الجحود،والإنسان الذي يعيش حياته بعكس المشاعر الأربعة فهو في حالة مشاعر خبيثة،والإنسان المتجذر في المشاعر الأربعة إنما هو متجذر في مشاعر نقية.
ما هذا الذي يمنعك من التعمق داخل نفسك؟حاول أن تفهم هذه النقطة الهامة،كراهيتك وعدائيتك بإستمرار تركز على الخارج مما يعني أن العداوة تتحقق بإستمرار تجاه شخص خارج إطارك الداخلي،خارجك أنت،ولا أحد في محيط عداوتك الخارجية يمكنه أن يظهر داخلك.
لكن أنا أخبرتك بإستمرار أن الحب لا يركز أبداً على الخارج،لأنه حتى إن لم يكن هناك أي شخص بالخارج فإن الحب يمكنه أن يستمر بداخلك،الحب جوهري،الود جوهري،العداوة تبحث عن الآخرين،تحتاج إلى الآخر،هي تنتمي إلى الآخر،الكراهية تنطلق بفعل الخارج أما الحب فيتدفق من ونحو الداخل،ربيع الحب يتدفق من الداخل،رد الفعل من الكراهية يستثار يُستفز من الخارج،المشاعر الخبيثة تُصنع من الخارج،المشاعر النقية تتدفق من الداخل.
انا أمشي في الشارع وأنت أهنتني،إن أصبحت غاضباً فهذه مشاعر خبيثة لأنك أنت من أنشأتها بداخلي،وفي نفس المشهد أنا أمشي في الشارع وأنت أظهرت لي عظيم الإحترام والتقدير وأنا سرّني هذا الأمر هذه أيضا مشاعر خبيثة لأنك أنت من أنشأتها بداخلي،لكن إن ظلّت حالتي الداخليه كما كانت من قبل إهانتك أو مدحك لي فهذه مشاعر نقية لأنك لم تخلقها بداخلي،إنها حالتي،ما هو حالتي يكون نقياً وما هو من الخارج يكون نجس،ما يأتي من الخارج لا يكون سوى رد فعل أو صدى.
لذا تذكر هذا المفتاح الأول: المشاعر يجب أن تخصك أنت،تكون خاصة بك أنت،تكون منك أنت،ملكك أنت،لا يصح أن تكون مجرد رد فعل،بل يجب أن تكون حالة حضورك،حالة وجودك.
{ الــود } وثانيها { الـرحـمـة } وثالثها { الــبـهـجـة } ورابعها { الإمـتـنـان } ، إن كانت حياتك تشمل هذه المشاعر الأربعة فستصل إلى نقاء المشاعر.