من أشهر تجار العقار في السعودية هو ابن سعيدان و عائلته و كان عملهم في العقار يربو على أكثر من 60 سنة .
رجل الأعمال حمد بن سعيدان تميز و اشتهر ببنائه لأغلب أحياء الرياض الموجودة اليوم على رأسها حي العليا .
نحن ليس بصدد ذكر سيرته فهي موجودة في كل مكان لكن سوف نذكر كيف أصبح مليارديرياً يملك المئات من الأراضي و الابراج و المباني .
هذا الرجل يحمل بكل بساطة عقلية التاجر و ليس عقلية الفقراء , و لنا في حادثة حرب الخليج العظة و العبرة .
في أزمة حرب الخليج 1411 هـ 1990 م , كان الناس يمتلكون أراضي في حي غرناطة في الرياض , هذه الحرب أثارت الذعر و الخوف مما جعل الناس يبيعون أراضيهم ظناً منهم أنها سوف تفقد قيمتها , و أيضاً سحبوا أموالهم من البنوك و تحصنوا في القرى .
خلاصة الأمر , أن الأشخاص الذين باعوا أراضيهم كانوا من الطبقة الكادحة الذين حصلوا على الأرض إما بمنحة أو بأسعار زهيدة , و بسبب الضغط الأجتماعي ممن حولهم من الطبقة الكادحة و الذين حذروهم من فقدان هذه الأراضي قيمتها قاموا بالركض لبيعها بأي قيمة .
بينما الناس يركضون لبيع أراضيهم في حي غرناطة ذلك الحي البعيد الصحراوي , كان بن سعيدان يشتري منهم لأنه يعرف أن الحرب لا تستمر طويلاً فلكل بدايةً نهاية .
ابن سعيدان الأن يعتبر ملياردير , و الأشخاص الذين باعوا أراضيهم يطلبهم الراجحي أقساط متأخرة .
لماذا نجح بن سعيدان و خسر الآخرين ؟!
هل هو الحظ ؟ المال ؟ لا
الذي جعل بن سعيدان يربح هو أنه اتخذ القرار بعقلية التاجر و ليس بعقلية الطبقة الكادحة , فهو عندما يستشير و يفكر يسأل شخص يمتلك نجاحات في المجال الذي يعمل به و لا يسأل أصدقائه أو أقاربه الذين لا يمتلكون خبرة .
بينما الفقير المدقع صاحب الطبقة المتوسطة فما أدنى يتأثر بأقوال و نصائح القريبين و المحيطين منه , و لو نظرت للقريبين منه سوف تجد أنهم فاشلين في المجال التجاري و عليهم قروض و نصائحهم سوف تكون فاشلة من دون تردد .
فعقلية الخوف تطغى على عقلية المغامرة , و الإنسان يفضل المحافظة على المكتسبات أكثر من توسيعها , و لهذا نرى الملايين من الفقراء و قلة من التجار .
ذلك وجب علينا التفكير بعقلية التاجر و ليس بعقلية الفقراء إذا أردنا النجاح في قراراتنا .
أراقب المشهد التركي الآن مع انهيار العملة , و استغرب من الأشخاص الذين يحذرون من الاستثمار في تركيا في الوقت الحالي !
الأزمات هي فرصة ذهبية لتضخيم الثروة , فمثل ما كانت حرب الخليج فرصة لبن سعيدان و أزمة دبي 2008 م فرصة للكثير من رجال الأعمال , العقار في تركيا يعتبر فرصة بشرط أن لا تنزل العملة بأكثر من هذا الرقم .
ضربنا مثال بالأزمة التركية كمثال فقط و ليست نصيحة بالاستثمار هناك .
لكن من وجهة نظري أن العملة التركية في حال وصلت القاع أو قبل القاع فأنصح بشراء العقار و الانتظار حتى ترتفع العملة ربما الربح يصبح مضاعف مرتين أو ثلاث مرات .
تركيا تشبه كثيراً دبي عام 2000 م , من كان يشتري في دبي ذلك الوقت يعتبر مجنون لكن الأن كما ترى العين يعتبر محظوظ جداً .
أخيراً أقول فكر بعقلية التجار و ليس بعقلية الفقراء , اسئل أصحاب الشأن قبل أن تتخذ أي قرار بالاستثمار , و عليك أن تبتعد من الأشخاص الذين لديهم حسابات سياسية و اجتماعية و دينية , و انظر لنفسك و مصلحتك فقط .
هل تفكر بمثل عقلية ابن سعيدان أو عقلية أصدقائك الموظفين ؟!