لاحظت أن كثيرًا من شعوب الدول العربية تشتكي من ضعف التعليم وتراجعه.
الذي أتصوره أن هناك أسبابًا تنموية تاريخية لهذا التراجع؛ فالدول العربية سابقًا كانت بحاجة إلى موظفي دولة، واليوم هي ليست بحاجة إلى ذلك؛ فالمخرجات البشرية أكثر من سوق الطلب الحكومي.
ولأنّ الخطط التنموية العربية لم تضع في حسبانها تنمية صناعية وتقنية متطورة ومنافِسة لما بعد مرحلة التعليم التقليدي؛ فإنها اليوم ليست بحاجة إلى تكدس بشري وإنفاقي في المدارس؛ فألغي الرسوب، وقُلصت المناهج، وتراجع دور المعلم والمدرسة (تربويًا وتعليميًا).
لقد كان الطموح التنموي القديم محدودًا له سقف معين، ولم تكن هناك رؤية ولا رغبة جادة في اختراق هذا السقف أو اقتلاعه أصلا؛ فالكثير الآن يقرأ ويكتب ويستطيع التوقيع على المعاملات الحكومية وتسيير الأعمال اليومية.