يا مظهر الكبر إعجاباً *** الكبر ذنب يأثم صاحبه
مهلا هداك الذي أَعْطَاك *** نَّافِلَةُ الرزق والسعة
دع الفخر وأَبْصَر لنفسك *** فمبدأك نطفة مذرة
فَعلامَ التَعَالِي والتَكَبُّر *** ومُنتَهى أَمْرَكَ جيفة قذرة
ضعيف أنت يا ابن آدم *** تكاد أن تقتلك الشرقة
***
لما تجبر قارون وتكبر*** ولم يرا لله عليه فضله
خَرَجَ على قومه *** فِي زِينَتِهِ يَخْطُر في ِمِشْيَتِه
يَجُرُّ إِزَارَهُ خُيَلَاءِ *** ويَهُزّ أكْتَافَه قد أعْجَبَتْه نَفْسه
قال أُوتِيته بِإدْرَاكِي *** وِسَعْيِي فأرانا الله ضَعفه
ذهب بنفسه تيهاً (1) *** فابتلعته الارض و داره
إذا أمتلأ القلب كَبْرًا *** وزَهْوًاً ترحّل عنه إيمانه
***
عجبتُ من إبليسَ وخُبْثِه *** لما خالف أمر ربه
تكبر على آدَمَ في سجْدَة *** كابر وجاهر بالمعصية
شقي إبليسَ فِتْنَة فما *** هان عليه تفرّده بالشقاوة
فأراد تكثير سواده *** بالسعي في إضلال عباده
فاستكثر أتباعه كَيْ *** لا يَكُونَ وحيدًا في صفِّـه
سعيد من جاهد نَفْسَهُ *** وشقي من أتبع شيطانه
***
كن في ركاب الصالحين *** فسعادة المرء في إيمانه
وطوع النفس على التقى *** فقد ربح من ثقّل ميزانه
النفس مطواعة للعقل *** كالشمع في اليد يلوى جانبه
والدنيا ظل زائل راحل *** وطيف خيال ابن ساعته
يأبن ادم لن تُدرِك الْجِبَالَ *** طُولا وإن كنت مديد قامة