اقيم حفل عشاء بمناسبة خاصة لأحد الأخوة والتقيت فيه بأحد الاصدقاء
واخذنا نتداور فيه اطراف الحديث عن طرق التوفير وتكاليف المعيشة
واذا بأحد الحاضرين يقول لنا حدثني احد الأخوة ان عليه ديون وتصدق بنصف مرتبه الشهري واذا بأموره تيسرت وتم سداد الدين واصبح غني
مابين مشكك ومصدق لكلامه انا لم اقتنع بهذا الكلام
فقال لي احد الاصدقاء انا اعرف واحد غني واهله فقراء قولي كيف؟
هذا الرجل يكثر من العزائم والتبرعات لجيرانه ولكنه لم يعطي اهل بيته حقهم من المعيشة وربما يطالبهم بإكرام الضيف من مصروفهم
فسألته: هل هذا الرجل مديون؟
ضحك وقال بل أهله هم المديونين
فقام الشخص الذي ذكر قصة الصدقة على صديقي بزجره وحذره من الاستهزاء وحصلت مشاجرة بينهما
قام على اثرها الحاضرين بفز الشجار بينهم الا رجل واحد رأيته هادىء جالس لوحده
فسألته ما رأيك بما حدث؟
فقال لي: جاء في صحيح بخاري ومسلم فضل الصدقة على الأقارب اولى من الصدقة على الغريب (1)
وأما المديون والمحتاج فله بالأخذ بما جاء في صحيح البخاري باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى ..(2)
فقاطعته قائلا: كلمك جميل هلا اسمعت الحاضرين بعضا من علمك؟
فلم يرد علي
2- باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى ومن تصدق وهو محتاج أو أهله محتاج أو عليه دين فالدين أحق أن يقضى من الصدقة والعتق والهبة
وهو رد عليه ليس له أن يتلف أموال الناس وقال النبي صلى الله عليه وسلم من أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله
إلا أن يكون معروفا بالصبر فيؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة كفعل أبي بكر رضي الله عنه حين تصدق بماله وكذلك آثر الأنصار المهاجرين
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال فليس له أن يضيع أموال الناس بعلة الصدقة
وقال كعب بن مالك رضي الله عنه قلت يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم
قال أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك قلت فإني أمسك سهمي الذي بخيبر