“نعم أنا أتغيّر …”، هذا ما قاله لي صديق شارف على السبعين :
نعم ، أنا أتغير ...
فبعد أن كنتُ أحبّ والديّ وأشقائي وزوجتي وأولادي وأصدقائي فقط ، بدأت الآن أحب نفسي معهم !
نعم ، أنا أتغيّر.
فقد أدركت للتوّ أنني لست مثل “أطلس” في أساطير اليونان ، والعالم لا يقف على ظهري !
نعم ، أنا أتغيّر.
لقد توقفتُ منذ مدّة عن مساومة بائع الفواكه والخضار ، في النهاية ، لن تزيدني بعض الدنانير غنىً، لكنها قد تساعد ذلك البائع المسكين على توفير مستلزمات المدرسة لأبنائه !
نعم ، أنا أتغيّر .
صرتُ أدفع لسائق سيارة الأجرة من دون انتظار الباقي . فقد تضع المبالغ الإضافية ابتسامة على وجهه . على أيّ حال إنه يكدّ من أجل لقمة العيش أكثر مما أفعل أنا اليوم !
نعم ، أنا أتغيّر .
لقد تعلمتُ عدم انتقاد الناس حتى عندما أدرك أنهم على خطأ . فبالتالي لم يعد يهمّني إصلاح الناس وجعل الجميع مثاليين . إن السلام مع الكل أفضل من الكمال الوهمي !
نعم ، أنا أتغير .
صرتُ أمارس فن المجاملات بسخاء وحرية بلا نفاق . إذ تعلمت بالخبرة أن ذلك يُحسّن المزاج ليس فقط لمن يتلقى المجاملة، ولكن خصوصا بالنسبة لي أيضا !
نعم ، أنا أتغير .
تعلمتُ ألا أنزعج عن تجعّد يحدث على قميصي أو اتساخ فيه . فبالتالي إن قوة الشخصية أهم بكثير من المظاهر !
نعم ، أنا أتغير.
صرتُ أبتعد بهدوء من الناس الذين لا يقدروني . فبالتالي قد لا يعرفون قيمتي ، لكنني أنا أعرف جيدا من أنا ! واصبحت لا اهتم لمن يخذلني فانا اعلم ان الله يصرفهم عني لانهم لا يستحقون ان يكونوا في دائرة اهل الفضل .
نعم ، أنا أتغيّر.
لقد صرت باردا كالثلج عندما أواجه أحدهم يستفزني بعدوانية كي يدخلني في جدل عقيم . على أي حال ، في النهاية ، لن يبقى من كل الجدالات شيء ، وأنا لم أعد أتحمل
نعم ، أنا أتغيّر .
إذ تعلمتُ أن أعيش كل يوم بايجابية واطور في عملي .. وشعاري (( فليغرسها))
نعم، لقد تغيرتُ .
إنني أعمل كل ما يجعلني أشعر بالسعادة . وأن استمتع بحياتي .. فالعمر يمضي.. وأولادي جزء من حياتي وليس كل حياتي .. وأن استمتع بعلاقتي مع الله...وأكثر من طاعاتي.. فبعد موتي.. كم الذين سيذكروني ؟ وإلى متى ؟؟
وبالتالي فهمتُ بأني أنا المسؤول عن سعادتي في الدنيا والآخرة 🌹