روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"قَالَ اللّه: ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ،
وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ
وَلَمْ يُعْطِه أَجْرَهُ ".
قال ابن التين: "هو سبحانه خصم لجميع الظالمين،
إلا أنه أراد التشديد على هؤلاء بالتصريح".
هذا الحديث اشتمل على أمور ثلاث:
منهاقوله في الحديث:
رجل أعطى بي ثم غدر: المراد أعطى بيمينه أي عاهد عهدًا
وحلف عليه بالله ثم نقضه، والغدر من الصفات الذميمة،
لا يتحلى بها إلا فاقد الإيمان من كافر مشرك، ويهودي،
ونصراني ومنافق، ومن أخذ صفاتهم من المسلمين.
روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال:
"أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ
كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ،
وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ".
وقال مسلم في صحيحه: "إِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ" مكان: إذا اؤْتُمن خان.
والغادريحمل لواء غدره يوم القيامة خزيًا وعارًا بين الخلائق،
ويكفيه أن الله خصمه يوم القيامة،
روى البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُرْفَعُ
لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ، فَقِيلَ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ".
وفي رواية مسلم: "لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ عِنْدَ اسْتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
من فوائد الحديث:
1-أنالغدردليل على خسة النفس وحقارتها.
2-أن من كان الله خصمه يوم القيامة هلك وخسر.
3-أن الغادر ممقوت من الله والملائكة والناس أجمعين.
4-أن أكل المال الحرام من أعظم الذنوب عند الله؛
ولذلك كان وعيده أن الله تعالى خصمه يوم القيامة.